رئيس التحرير
عصام كامل

عادات وتقاليد الشعب الليبي استعدادًا لعيد الأضحى المبارك

العيد في ليبيا -
العيد في ليبيا - صورة أرشيفية

رغم الظروف التي تمر بها ليبيا الآن من اختطاف لرئيس وزرائها على زيدان قبل تحريره، واختطاف الولايات المتحدة للمواطن الليبي أبو أنس ما آثار الشعب وأشعل الأوضاع الداخلية بالبلاد، إلا أن هذا لم ينس الشعب عاداته وتقاليده لاستقبال عيد الأضحى المبارك.

وبدأت الاستعدادات لاستقبال عيد الأضحى المبارك في ليبيا، قبل أيام معدودات، حيث بدأت النساء في التجهيز الداخلي بالمنزل، فيما يتكفل الرجال بالمشتريات من السوق وعادة ما تكون المشتريات إذا ما استثنينا الخروف محصورة في الخضروات وأدوات الذبح بالإضافة إلى المشروبات والحلويات.

وتقول نعيمة مصراتي بصحيفة (الوطن) الليبية: "في ليلة العيد عادة ما تقوم الأم بأخذ الكحل وتكحيل عين الخروف، بالإضافة إلى إشعالها للنار (الكانون) ووضع البخور فيه وهى تدور في أطراف البيت وتبتهل وتصلي على النبي المختار عليه وعلى آله وصحبه أفضل السلام".

وتضيف مصراتي: أنه "بعد الانتهاء من صلاة العيد والمعايدة في المساجد بين المصلين، يعود المصلون أدراجهم إلى البيت ليجدوا أهل البيت في انتظارهم، وبعد تبادل المعايدة فيما بينهم يقوم الأب أو أحد الأبناء للقيام بذبح أضحية العيد، ولا ننسى ما يرافق الذبيحة من فرح ومرح حيث إنها تختلف عن أية ذبيحة خلال العام".

وتابعت: "فيما عملية الذبح والسلخ مستمرة تكون الأم والبنات قد تم استعدادهن لاستقبال الذبيحة حيث تبدأ أولا عملية شواء الكبدة وتقديمها ساخنة.. وبعدها تستقبل الأم (بطن الخروف) وتبدأ في تنظيفها وهى فرحة وتنادي هذه وتنصح تلك".

وأشارت إلى أنه "بعد الانتهاء من الذبح تكون مهمة الرجل قد انتهت مؤقتا لغرض الراحة فقط.. فيما يبدأ الأطفال بعملية الشواء وأخذ قطع اللحم للشواء من ذلك الخروف الذي كان قبل وقت قصير يصيح بأعلى صوته".

وفي السياق ذاته، يقول أبو بكر على صاحب محل سوبر ماركت: إن "حركة السوق في رواج زائد لأكثر من عشرة أيام قبل أيام العيد، وتزداد حدتها يوم وقفة عرفة، حيث تجد الكل في حركة ونشاط، وتزداد المبيعات أربع مرات أضعافا عن الأيام العادية".

وأضاف: أن "الشباب يقبل على المسليات والعصائر بدرجة كبيرة من أجل الخروج للتنزه بالحدائق والشواطئ"، مشيرا إلى أن الشعب الليبي لم تكتمل فرحته بثورة 17 فبراير وذلك لما يحدث الآن، وخاصة اختطاف رئيس الحكومة الليبية والانفلات الأمني، ما أدى إلى حزن بين الشعب المقبل على عيد الأضحى، قائلا: إن "الله سلم بتحرير زيدان من المسلحين لنعيش أياما طيبة وروحانية احتفالا بعيد الأضحى المبارك".

ويقول فزان محمد بائع خضروات "ليس هذا هو الشارع الليبي قبل العيد بيومين.. الأسواق في هذا التوقيت لا تستطيع أن ترى الناس من ازدحامهم الشديد على محال بيع الخضار"، مشيرا إلى أن هناك حركة كبيرة بالفعل ولكن تعودنا على إقبال من المواطنين بكثرة.

وعزا هذا إلى الوضع الليبي الداخلي المتأثر بالانفلات الأمني والاعتصامات والمظاهرات والاغتيالات المتكررة في بنغازي.

وعن الأضحية.. يشير إلى أن الرجال يقومون بتشفية لحم الخروف وتقديم اللحم خال من العظم للنساء حيث يقمن بعملية تمليحه ونشره، فيما يقوم الرجال بكسر العظم المكسو باللحم ووضعه في أكياس ومن ثم وضعه في الثلاجة.

ونوه إلى أن هذا كله يكون وسط ضحك ومرح ولعب خاصة من قبل الأطفال الذين يعتبرون أن يوم عيد الأضحى يوما خاصا بهم وينتظرونه بفارغ الصبر.

وتمنى فزان عودة الاستقرار إلى بلاده لإثبات للعالم أجمع أن ثورة 17 فبراير كانت ضد الظلم الذي استمر 40 عاما.
الجريدة الرسمية