د.علوي أمين: جامعة الأزهر لابد أن تضرب بيد من حديد كل من يحاول تعطيل الدراسة بها
- سياسة الطبطبة لن تجدى ويجب اتخاذ إجراءات حاسمة لردع طلاب الإخوان
- الجماعات الإسلامية قتلت السادات بسبب تطبيقه للشريعة الإسلامية
كشف الدكتور علوى أمين - أستاذ الفقه وعميد كلية الشريعة والقانون الأسبق- عن أنه كان من السياسيين الذين كانت لهم صلة مع الرئيس السادات وحذره عندما وعد بتطبيق الشريعة الإسلامية، ولهذا السبب تم قتله من قبل الجماعات الإسلامية التي أسسها هو شخصيا.. وعن علاقة الجامعة بالسياسة أكد أن العلم في الجامعة يأتى في المقام الأول ثم الأنشطة السياسية مشددا على أنه لابد أن تكون الأنشطة تحت إشراف الجامعة وأن تدير الجامعة هذه الأنشطة في ظل إشراف متكامل من أساتذتها وأضاف أن الزعماء السياسيين الذين تخرجوا من الجامعة كانوا زعماء سياسيين في وجه الأعداء وليس في وجه أبناء الوطن.. والمزيد في الحوار التالى.....
- بداية.. السياسة بدأت تضر بالعملية التعليمية خاصة الجامعية، فهل تؤيد قيام الطلبة بأنشطة سياسية في الجامعات ؟
أولا الطالب في الأساس طالب علم وليس طالب سياسة، فالعلم يأتى في المقام الأول ثم تقوم الجامعة بدور آخر وهو تعليم النشاط سواء أكان هذا النشاط ثقافيا أو سياسيا أو اجتماعيا، ولايصح أن يفرض نشاطه بنفسه دون أن يكون للجامعة إشراف عليه أو تكون الجامعة قائمة على هذا العمل السياسي حتى لانفتح له مجال الإتيان بنشاط سياسي من خلال ما يملى عليه من الخارج لأنه غير متفهم ماهية السياسة التي تملى عليه أو ماهية أهدافها.
لكن هناك من يرى أن الجامعات هي صانعة زعماء الغد وقادة المستقبل.. فكيف نمنع أبناءها من التعبير عن رأيهم ؟
لاخلاف على ذلك، الزعماء السياسيون السابقون من الطلبة، نشأوا في ظل الاحتلال وليس في ظل دولة مستقرة والعمل السياسي لايفرض على الحكومة ولابد أن يكون التعبير بقدر من المسئولية، ويكون الطالب متفهما لهذا النشاط السياسي ولهذه المساحة التي حصل عليها للتعبير عن رأيه، ولايخرج بها عن الإطار العام للتعبير عن الرأى.
- المتأمل للمشهد السياسي المصري عبر تاريخه يجد أن كل الزعماء ورموز العمل الوطني نتاج نشاط سياسي بدأوه في الجامعة.. ما تعليقك ؟
التاريخ المصرى مليء برموز العمل الوطنى لكن هذا كان وقت الاحتلال، عندما كانت الرموز تقاوم الاحتلال وليس كما يحدث الآن حيث يدفع الطلبة دفعا من أجل إحراج الجامعة وإحداث مشاكل تدخل بالجامعة في طريق الهاوية والفوضى، ولابد أن يعى ويتفهم وأن يدرك تداعيات ما سوف يفعله في الجامعة ويتحمل نتيجته بنفسه لأن كل حرية تقابلها مسئولية.
- تحويل الجامعة لمنابر سياسية يضر بالهدف الأساسي لها وهو العلم وهناك من يرى تجريم اشتغال الطلاب بالسياسة داخل الحرم الجامعي..ما رأيك؟
أخف الضررين أن تشرف الجامعة على كافة الأنشطة وتكون الجامعة منبرا سياسيا في إطار هذا الإشراف ويحسب أن هذا النشاط مماثل للنشاط الثقافى والسياسي ويطرح مناقشات لقضايا عامة تخص الوطن وليس لقضايا خاصة من أجل حزب سياسي معين أو من أجل هدف سياسي معين لفئة معينة من الناس، من هنا يمكن أن تكون الجامعة منبرا سياسيا، أما ماخرج عن هذا الإطار يجرم داخل الحرم الجامعى كأحداث فوضى أو خلق خلاف يؤدى لفتنة.
- أساتذة الجامعة لهم ميولهم السياسية ولا نستطيع الفصل بين الأستاذ الجامعي وبين ما يعتقد أنه الصواب.. كيف نحل هذه المعضلة، وهل ينبغي أن يترك أستاذ الجامعة ميوله السياسية خارج الحرم الجامعي ؟
أساتذة الجامعات التي تنتهج تيارا معينا في أي جامعة ليسوا بأكثرية وأساتذة الجامعة متفهمون، ماذا يصنعون فإذا ما دعا لفصيل معين هنا تتخذ الجامعة معه إجراء مناسبا لأن العمل السياسي عمل عام ينطلق من قضايا عامة، وليست قضايا فصيلية لفصيل أو فئة معينة لأننا لانستطيع منع السياسة في الجامعة، لأن الجامعة مجتمع منفتح وليس منغلقا، لكن تنطلق من منطلق القضايا العامة وليست الفئوية.
-لكن واقعيا وعمليا يرى البعض دينيا أيضا، أن أستاذ الجامعة صاحب رؤية ومنهج خاصة أساتذة الشريعة، فماذا يفعل وكيف يتصرف عندما يدخل تخصصه في فتوى سياسية ؟
الجامعة للعلم وليست لشيء آخر لكن مايدور في الجامعة هو نشاطات مختلفة بإشراف الجامعة، أما أستاذ الجامعة فعليه معرفة أن الجامعة هي مكان يدرس فيه ماتحصل عليه من العلم وبخاصة العلوم الشرعية وأن يتحدث فيها باختلاف آراء الفقهاء، إن كانت علوما فقهية أو شرعية ويفصل بين حديث العلم وحديث السياسة ولايستدرج لمحاولات الإيقاع به في الأمور السياسية لأنه متفهم ومفكر وصاحب رؤية ومنهج ويمكن الربط في إطار القضايا العامة التي تهم الوطنن وليست قضايا تخرب الوطن وتدخل به في نفق مظلم ويقوم بتأليب الطلبة وإلهاب الحماسة ويسقيهم فكرا معينا ومن يفعل ذلك فعلى الجامعة أن تتخذ الإجراء المناسب معه وبعد ماحدث من تواجد بعض من ينتمون إلى الإخوان في جامعة الأزهر لابد للجامعة أن تضرب بيد من حديد.
- حتى نجد حلا ونبتر آلامنا بمشرط جراح يبغي الشفاء للمريض دعنا نعترف أن هناك طلبة جامعيين قتلوا في المظاهرات كيف نقنع زميل من قتل ألا يلجأ لتعطيل الدراسة بالمظاهرات ؟
الحل في أن تشرف الجامعة على الأنشطة كلها وبخاصة السياسية وأن يعرف من خلال النشاط السياسي هذا أن مصلحة الوطن فوق كل مصلحة أخرى وأن من استشهد وقتل في المظاهرات كانت في ظرف يكثر فيه الهرج ولابد أن تأخذ الأمور في الاستقرار حتى يأخذ كل ذى حق حقه، وأن تأخذ العدالة مجراها لكن لابد من استقرار البلد حتى يتحقق هذا الأمر.
- هناك بعض الطلاب محتجزون في أقسام شرطة أو سجون.. ورئيس الجامعة طالب بالإفراج عنهم، الشرطة تقول إنهم ليسوا معتقلين بل متهمين في قضايا والقانون أعمى لا يفرق بين طالب وغيره، وهناك من يرى أنهم أبرياء.. كيف نقف كأساتذة جامعة وطلاب بشكل قانوني مع طلابنا ؟
أولا لا يوجد طالب واحد معتقل، وإن كان هناك طالب واحد فنحن ضد الاعتقال له هذا من ناحية، أما الناحية الأخرى فإنه بالفعل النيابة طلبت واحتجزت البعض من الطلاب في قضايا ونحن سنقف معهم للنهاية وسنكون معهم ندافع عنهم من خلال التعرف على مدى هذه القضية والموقف القانونى ويكون لنا دفاع لهم من خلال أساتذة الجامعة القانونيين.
- هل تعتقد أن ضعف الأنشطة الطلابية والثقافية بالجامعات بشكل عام أحد أسباب إفراغ الطلاب طاقتهم في أمور سياسية وحزبية؟
أولا الطالب لو وجد علما ووجد أستاذ الجامعة متفرغا للعلم من أجله ولا يخرج في مظاهرة لن يترك الجامعة ولن يبرح أسوار الجامعة في مظاهرة بل سيتفرغ للعلم، وأمر آخر هو أن تفعل الجامعة الأنشطة المختلفة بها ولاتترك الطالب دون نشاط وأن تشرف على هذه الأنشطة.
-البعض يرى أن ضعف الأحزاب وقيام بعضها على الورق فقط أو من خلال صحيفة وفضائية فحسب.. أحد أهم أسباب التطرف السياسي لدى بعض طلاب الجامعة..ما تعليقك ؟
التطرف السياسي بين الطلاب ليس وليد اللحظة بل هناك تطرف منذ زمن الرموز الوطنية، كان هناك بعض الطلاب المتطرفين سياسيا لكن الخطأ هو أن يتبع الطالب في العمل السياسي فصيلا معينا، هذا هو عين الخطأ، لأنه بهذا النهج الذي ينتهجه لايعرف أنه يستخدم أداة من أجل تحقيق هدف معين لهذا التيار أو الفصيل أو الحزب السياسي، ولن ينظر إلى الأهداف الوطنية التي تسمو بعيدا عن الحزب أو الفصيل الذي يتبعه.
- رئيس الجامعة ونوابه.. في موقف لا يحسدون عليه ويعملون في ظروف معقدة.. بل دفعوا ضريبة صراعات سياسية ليس لهم فيها لا ناقة ولا جمل.. لو كنت مسئولا مثلهم.. ما هي خارطة الطريق التي تقترحها للخروج بعام دراسي ناجح تنظيميا وعلميا ؟
سيكون موقفى في مثل هذا الموقف هو الضرب بيد من حديد ولا أترك مجالا في الجامعة لإخراج أجيال لديها ميول سياسية لصالح فئة معينة بل عليه أن يجعل الوطن فوق أي اعتبار، والحقيقة أنه الآن يعيب الجامعة أنها تنتهج سياسة الطبطبة، ولابد أن تكون للجامعة سياسة موحدة تدعو لوحدة الفكر السياسي ومن يخرج بفكر متطرف تتخذ معه الجامعة إجراء مناسبا حتى يمكن السيطرة على سير الدراسة بها.
ـ لو كنت طالبا.. ماذا ستفعل في ظل هذا الجو المشحون بآراء سياسية ملتهبة ؟
سأجعل مصلحة الوطن فوق أي اعتبار والتوجه للعلم فقط، لأننى إذا جئت إلى الجامعة من أجل طلب العلم وليس طلب السياسة، على الرغم من أننا من الجيل الذي أخرج رموزا وطنية وكنت من السياسيين الذين تعاملوا بصفة شخصية مع الرئيس الراحل السادات حتى أننا حذرناه من فتنة الجامعات الإسلامية عندما شرع في تطبيق الشريعة الإسلامية، ومع ذلك لم نكن ننتمى لفصيل من الفصائل المخربة للوطن.