رئيس التحرير
عصام كامل

24يناير.. العاصفة التى سبقت الإعصار.. مقرات الإخوان تتعرض للهجوم.. والألتراس: موعدنا 26.. و"الأقنعة السوداء": كفاحنا مسلح ضد "الجماعة".. و"طارق الزمر": جهادنا مسلح ضد من يطالب بإسقاط النظام

جانب من اشتباكات
جانب من اشتباكات ميدان التحرير السابقة

بات واضحًا أن مصر فى طريقها إلى مرحلة جديدة من تاريخ ثورتها التى لم تنته بعد، بالنظر إلى النتائج التى حققت، وبمراعاة حالة الانهيار والانفلات التى تعيشها البلاد على كافة الأصعدة، كما يرى عدد ليس بقليل من الخبراء السياسين والاقتصاديين.


فما طبيعة هذه المرحلة الجديدة للثورة التى فجرها شعب ثار على الظلم وأسقط رأسه ولا يزال يقاوم لنيل كفافه من عيش وحرية وعدالة اجتماعية؟

قام مجهولون، أمس الأربعاء، بمحاولة اقتحام وحرق مقر موقع "إخوان أون لاين" الخاص بجماعة الإخوان المسلمين، وألقوا قنابل المولوتوف عليه، وقاموا باحتجاز الصحفيين داخل المقر.

فيما وصلت قوة من مباحث قصر النيل ومعها سيارات تابعة للحماية المدنية، وتمت السيطرة على الحريق، ولم تحدث خسائر بشرية أو مادية، واتهم بعض العاملين بالموقع فلول النظام السابق، أنهم وراء الحادث للقضاء على صوت الحق، فيما نسب بعض أصحاب المحال القريبة من العقار مسئولية الحادث لـ"البلطجية"، الذين فروا بعدما تصدى لهم العاملون بالموقع الإخوانى، على حسب قولهم.

وتضاربت روايات شهود العيان حول هوية المهاجمين لـ"إخوان أون لاين"، فى الوقت الذى أكد فيه أحد شهود العيان أن هؤلاء الأشخاص ينتمون إلى أعضاء "ألتراس أهلاوى الكروى"، ونفت قيادات الألتراس أن يكون الحادث من تدبير أعضائها، مؤكدين أنهم اختتموا فعاليات تظاهراتهم بوقفة أمام دار القضاء العالى، بينما أعلنوا أن تحركاتهم تبدأ فى يوم 26 يناير، المقرر لجلسة النطق بالحكم فى قضية "مجزرة بورسعيد".

وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعى، أعلنت حركة "الأقنعة السوداء" عن مسئوليتها عن حرق مقر موقع "إخوان أون لاين".
وجاء ببيان لها على "فيس بوك"، فى الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس: "بصوا عشان بس نجيب م الآخر طرق قانونية وحاولنا، قضاء ولجأنا، سلمية ولما هتفنا موتنا، وخلصت. حربنا دلوقتى على الإخوان، وإحنا خلاص كل واحد كتب وصيته.  يانجيب حقهم يانموت زيهم، القصاص أو الفوضى".

وأضافت الحركة: "نعلن مسئوليتنا عن حرق مقر (إخوان أون لاين) واللى مش عاجبه يخبط دماغه فى الحيط".

وكانت حركة "الأقنعة السوداء" قد أعلنت فى السابق عن نيتها لاستخدام الكفاح المسلح ضد جماعة الإخوان المسلميين، التى احتكرت السلطة وسيطرت عليها، متبعةً نفس أسلوب وسياسة النظام المسقط عام 2011 فى ثورة يناير، على حد وصف الحركة، التى جاء ببياناتها الأخيرة أنه لم يعد أمامها طريق آخر لاستعادة الثورة وإعادة توجيهها لمسارها الصحيح إلا بمواجهة الاستبداد بالعنف.

وعلى الجانب الآخر، هدد طارق الزمر، رئيس المكتب السياسى لحزب البناء والتنمية، بالجهاد المسلح، حال محاولة القوى الثورية إسقاط الرئيس مرسى وجماعته.

وقال "الزمر" على صفحته بـ"فيس بوك": "إنه إذا سقط الرئيس محمد مرسى بغير الانتخابات الرئاسية فى 2016، فلن يكون هناك حاكمًا لمصر من بعده سوى بقوة السلاح، وسيتنحى الإخوان المسلمون بسلميتهم المعهودة عن المشهد العام ليتدخل التيار الإسلامى الثورى فى مواجهة الفوضويين والعلمانيين مباشرة."

وأضاف أنهم مستعدون كإسلاميين لتقديم العديد من الشهداء، على حد وصفه، فى مواجهة ما أسماه "الفجور الشيوعى العلمانى والناصرى التخريبى" الحاقد على الإسلاميين ومشروعهم.

وموجهًا رسالته للقوى المشاركة فى فعاليات ذكرى ثورة يناير: "لا تضطرونا أيها العلمانيون الفاشيون والليبراليون الكاذبون لأن نفعل ذلك ونحن عليه قادرون وإن كنا له كارهون".

إن الوضع والقراءات الحالية للخبراء من أهل السياسة تؤكد فى معظمها أن يوم 25 يناير الجارى، ليس يومًا عاديًا فى حياة هذه الأمة.

ليس فقط لأنه ذكرى أول ثورة يقودها هذا الشعب، لكن لأنه يأتى بعد عامين من التوتر والانقسام بين فريقين كلاهما يحشد للدفاع عن مصر التى تمناها.

الجريدة الرسمية