رئيس التحرير
عصام كامل

"فيتو" تلقي الضوء على شخصية اللواء نوال السعيد رئيس هيئة الإمداد والتموين في حرب أكتوبر.. سهّل مهمة جنود مصر ولم يقصر في توصيل الطعام والدواء.. مستمع جيد لأفكار الجنود والضباط

 اللواء أركان حرب
اللواء أركان حرب نوال السعيد

أربعون عامًا مرت على حرب أكتوبر المجيدة، ولا تزال أسرارها تذهل العالم كلما حلت ذكراها، بعض هؤلاء الأبطال سقطت أسماؤهم سهوا من وسائل الإعلام برغم ما قدموه من بطولات، ومن هؤلاء اللواء أركان حرب نوال السعيد - رئيس هيئة الإمداد والتموبن في حرب أكتوبر -.
وعلى الرغم من السخرية، التي تكشف "جهلًا فاضحًا" من قبل عناصر جماعة الإخوان "المحظورة" بالقول "جيش نوال"، إلا أن سفاهة السخرية لأي منهم لن تقلل من دور الرجل في كونه صاحب العقل المدبر، والمسئول عن إمداد الجيش بـ"الطعام – الملابس – والوقود – والعلاج"، خلال فترة المواجهة، وأثناء اشتداد المعارك.
فيتو" استطلعت آراء بعض الخبراء العسكريين بشأن شخصية اللواء نوال السعيد.
رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق اللواء نصر سالم، يوضح أن هناك مقولة متوارثة في كافة جيوش العالم وهي "الجيوش تمشي على بطونها" ومعنى هذه المقولة أن تمويل الجيش من الطعام والأكل والشراب والملابس والعلاج تجعل طبيعة العمليات سهلة والقتال مستمرا، خاصة وأن المقاتل لا يفكر في كيفية الأكل أو العلاج في الوقت المناسب، وتبقى هذه مسئولية "الإمداد والتموين".
ويوضح سالم، أن مسئولية اللواء نوال السعيد في حرب أكتوبر، لم تتأثر رغم حجم القوات الكبيرة الموجودة في ميدان القتال، ولم يفكر أي مقاتل سوى في الدور المرسوم له، بينما ظلت مهمة الطعام والشراب والعلاج تنفذ بنجاح وحرفية من قبل هيئة الإمداد والتموين، حتى تحقق النصر على العدو.

ويقول الخبير العسكري وأستاذ إدارة الأزمات بأكاديمية ناصر اللواء جمال حواش: إن اللواء السعيد شخصية لها فكر مستقبلي ومتقدم، فضلًا عن أنه كان مستمعا جيدا لأي فكرة يقدمها ضابط أو جندي صغير.
ويتذكر حواش، عندما كان ضابطا برتبة نقيب في هيئة الإمداد بالجيش الثالث الميداني، ومسئول الاتصال تحت قيادة اللواء السعيد، وأثناء حصار الجيش المصري من العدو الإسرائيلي كانت مهمة كتيبتي إمداد قواتنا بالضروريات، وفي أحد أيام الحصار كان اللواء نوال يقوم بالتفتيش على الإمدادات التي نقوم بها، وقلت له عن فكرة توفر لنا الوقت، وتتمثل في استبدال السيارات "الزل" وحمولتها 3 أطنان فقط بأخرى من نوع "الكراز" التي تزيد حمولتها على 10 أطنان.
ويضيف حواش: إن الفكرة أعجبت اللواء السعيد، وأمر بـأن اختبرها في الطلعة الأولى بثلاث سيارات كراز تقوم بالتحرك من القاهرة في رتل عسكري إلى الكيلو101 ثم يأخذها منا المسئولون عن الأمم المتحدة ويوصلونها إلى الجيش الثالث المحاصر، وعندما نجحت فكرتي قام اللواء نوال بتعميمها ووجدها توفر في الوقت وتزيد من حجم المواد التي يحتاج إليها الجيش أثناء حصاره.
ومنذ ذلك الوقت تعلمت من اللواء نوال ألا أغفل أي فكرة حتى من جندي أو ضابط صغير فبإمكان الفكرة أن تنقذ جيشا، وهذه الدروس أصبحت محفورة لدى الأجيال التي عاصرت هذا العظيم في الفكر والتخطيط.
الخبير الإستراتيجي العسكري اللواء أحمد عبد الحليم، يوضح أن اللواء نوال السعيد شخصية نادرة في التخطيط والفكر، وقد عاصره أثناء حصول عبد الحليم على أحد الفرق التخصصية، وكان يحاضرهم فيها اللواء السعيد، ويصفه بأنه ذو شخصية هادئة مثقفة، ويجيب على كل أسئلة طلبة الفرقة بسهولة ويسر ولديه علم وفير، وحل لكل المشاكل التي تواجه المسئول عن الإمداد في الكتيبة ثم الجيش، وكان ذلك نابعا من ثقافته المستمرة ومتابعته لأحدث العلوم العسكرية في العالم ومقارنتها على الطبيعة في العمليات.
وكان بعض أنصار جماعة الإخوان "المحظورة" حاولوا السخرية من الجيش المصري بإطلاق مقولة "جيش نوال" دون علمهم بشخصيته الفذة التي لعبت دورا بارزا ومؤثرا في حرب أكتوبر.
ويسجل التاريخ أن بعض قيادات الجيش المصري سألوا الرئيس الراحل أنور السادات قبل حرب 73 عن موعد الحرب، فأجابهم قائلا: "اسألوا نوال"، في إشارة إلى الأهمية الكبرى لدور الرجل ومسئوليته في حرب أكتوبر.
الجريدة الرسمية