ضغوط خائبة!
ما أعلنته واشنطن مؤخرًا حول تجميد الجزء الأكبر من المساعدات العسكرية لمصر هو أمر مطبق بالفعل منذ الثالث من يوليو الماضى ولا جديد فيه.. فالإدارة الأمريكية أوقفت بالفعل توريد أسلحة جديدة لمصر مثل دفعة طائرات إف ١٥، وأوقفت مدنا بمسلتزمات إنتاج أسلحة مصرية جديدة مثل باقى الدبابات التي تم تصنيعها في مصر في مصنع الدبابات والباقى من كمياتها كما هو متفق مع الجانب الأمريكى نحو ما نحتاجه لإنتاج نحو ٢٥٠ دبابة من بين ١٢٠٠ دبابة، أيضًا أوقفت واشنطن التدريبات المشتركة.. أما قطع الغيار اللازمة للأسلحة الأمريكية التي في حوزة الجيش المصرى فلم تتوقف واشنطن حتى الآن عن توريدها لمصر.
وبهذا المعنى، فإن الإعلان الأمريكى الجديد حول المساعدات العسكرية لمصر هو تحصيل حاصل أو تعبير عما يحدث بالفعل.. وهنا لابد أن نسأل لماذا إذن قام الأمريكان بهذا الإعلان الذي لا يحمل جديدًا؟
فقد يقول قائل إن الإعلان جاء في أعقاب أنباء صحفية أذيعت داخل أمريكا عن تجميد كامل لكل المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر سارعت واشنطن بنفيها وازدادت أنها ستعلن نتائج مراجعتها لهذه المساعدات، ولذلك كانت ثمة حاجة لهذا الإعلان.
لكن هذا التفسير لا يكفى، خاصة أن الانطباعات التي كانت موجودة مؤخرًا لدى الحكومة المصرية أن نتائج المراجعة الأمريكية للمساعدات العسكرية ستحمل إلغاء التجميد لتوريد الأسلحة الجديدة لمصر، وعزز تلك الانطباعات حديث أوباما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة حول مصر وما يحدث فيها.
لذلك، فإن الإعلان الأمريكى حول المساعدات العسكرية لمصر في هذا التوقيت هو في حقيقته نوع من الضغط المعنوى علينا لإجبارنا على إدماج الإخوان بشروطهم في العملية السياسية، على أمل أن يستمر الدور السياسي للإخوان في بلدنا.. لكنها في هذا التوقيت هي ضغوط خائبة لا جدوى منها، فالدور السياسي للإخوان انتهى ولن يعود في المدى المنظور.