أسود صفحة فى تاريخ الإخوان
أجل هي أسود صفحة سيذكرها التاريخ للإخوان، ليست هي اغتيال الخازندار ولا اغتيال أحمد ماهر ولا اغتيال النقراشي باشا ولا غيرهم، ولا محاولة اغتيال عبد الناصر ولا حتي اغتيال السادات بيد جماعة خرجت منهم وتشددت في ثقافتها، أسود صفحة قد تمر على ذهن الجميع في جانب منها مضحك وفي جانب مأساوي، أعني بها ما حدث العام الماضي حين دعا محمد مرسي قتلة السادات ليكونوا حاضرين احتفال أكتوبر، ذلك اليوم جلست مع نفسي وتذكرت كيف كنت من الجيل المعارض للسادات ومن الجيل الذي انفجر في يناير 1977، ومن الجيل الذي مارس المعارضة في أحزاب سرية وعلنية، ومن الجيل الذي صارت صفته منذ أيام السادات وبعده مبارك عند أمن الدولة هي الشيوعية، رغم أن الشيوعية انتهت من العالم!
أجل.. تذكرت أنني من هذا الجيل لكن لم أكن أتصور أن يصل هوان الأمة على رئيس دولتنا أن يحتفل بالسادس من أكتوبر معه قتلة صاحب القرار، والذي نجح سياسيا في التمهيد لذلك في كل العالم حتي كاد يعزل إسرائيل عن أفريقيا بل عزلها فعلا، وعن آسيا قبل الحرب والذي نجح عسكريا مع قادته أن يخفي خبر الحرب ويفاجئ بها إسرائيل فيشل إرادتها عدة أيام.. مهما كان خلاف جيلي معه بعد ذلك في سياساته الاقتصادية أو الخارجية أو تطور الحرب نفسها، ومهما كانت خلافات جيلي معه وهو يراه يفتح كل الأبواب مع أجهزته البوليسية لدعم الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية حتي قتلوه، فأنا أعرف أنه كان المهم عنده تقليص دور اليسار في مصر بالإخوان والجماعات الإسلامية وضرب الشيوعية في العالم بالانضمام مع المخابرات الأمريكية والسعودية لهزيمة الاتحاد السوفييتي في أفغانستان، ولقد نجح في العملين وفشل أن يحتفظ لنفسه بالوجود لأنه في الحقيقة فتح الباب لمارد قليل الأصل !!
هذه التيارات لا أصول لها في مصر حقا.. هي تيارات زاحفة علينا من الصحراء العربية ومن أسوأ صفحات التاريخ.
أعود وأقول إنه مهما كان خلاف جيلي معه فلم يتصور أحد منا أن محمد مرسى وقد صار رئيسا لمصر يفعل ذلك، وكأنه يقتل السادات مرتين، كأنه يقول إن ما نقوله عن عدم وجود علاقة بيننا وبين المتطرفين الإسلاميين غير حقيقي.. نحن هم وهم نحن ونبارك اغتيالهم لمن أعطانا الحياة.. هذه سنة الجماعات الطائفية حين تقوى.. تقتل سبب قوتها.
لربما كان الأمر مضحكا للبعض لكنه في الحقيقة مأساة وأكبر يوم أسود في تاريخ الإخوان يدل دلالة قاطعة على همجيتهم وتخلف من يطالبون بعودته أو حتي خروجه من السجن دون محاكمة.. العمل الأسود الثاني لهم، هو تعمد أن يكون السادس من أكتوبر هذا العام يوما للقتل، إنهم يفعلون ذلك في وقت مبكر، منذ الخميس الماضي وهم يحاولون احتلال الميادين، ولو كان لديهم ذرة عقل لسكنوا بيوتهم يوم السادس من أكتوبر لأنه يوم الوطنية والوطن، ليس يوم الخلاف الاجتماعي أو السياسي أو الاقتصادي.. يوم مصر والشعب المصري كله وقواته المسلحة، ماذا تنتظر من جماعة علاقتها بإسرائيل أقوي من علاقتها بشعبها.. أرسل رئيسهم المعزول في أول أعماله بعد توليه الحكم رسالة حب وغزل لرئيس إسرائيل.
للأسف محاولة تشويه هذا اليوم تثبت بجلاء أن الإخوان المسلمين جماعة صهيونية، لقد انتجتها بريطانيا التي أنتجت إسرائيل، واحتلت أمريكا مكانة بريطانيا في العالم فانتقل الولاء لها، والمضحك أنهم لا يفهمون أن إسرائيل لا تعتبرهم فصيلا لها إلا بقدر محافظتهم عليها، وهذا تفعله مع كل نظام لكن هم ولاءهم أسود لكل أنواع الاستعمار وبالمجان.
ibrahimabdelmguid@hotmail.com