رئيس التحرير
عصام كامل

أوهام العريان!


لا شيء يستحق التوقف عنده في آخر كلمة مستفزة لعصام العريان، حتي كلامه عن أنهار الدماء التي تراق في الجيش والشرطة، والمذابح التي يقوم بها من يسميهم بالانقلابيين، وأيضا مطالبة الحجاج -على خلاف التعاليم الإسلامية- بالدعاء على الجيش المصري!.. ربما الأمر الوحيد اللافت للانتباه في الكلمة التليفزيونية الأخيرة للعريان هو تلك الأهام التي يعيش فيها العريان، أوهام عودتهم للحكم مرة أخري!.


العريان وإن كان قد نجح في الهرب حتي الآن إلا أنه يعيش في سجن آخر صنعه بيده لنفسه، إنه سجن الأوهام.. وليس العريان وحده الذي يعيش في هذا السجن.. كل قيادات الإخوان صنعوا لأنفسهم هذا السجن وحبسوا أنفسهم فيه.. ولذلك هم مستمرون في ارتكاب الجرائم ضد شعبهم وجيشهم لأنهم يتوهمون أنهم بهذه الجرائم سوف يعودون إلى الحكم مجددا أو سيجبروننا على أن نقبل بهم حكاما لنا مرة أخري.

هذا وهم حقيقي لأن مشكلة الإخوان الآن كما قلناها من قبل ونكررها دوما ليست مع الفريق السيسي، أو بقية قيادات الجيش أو حتي الجيش كله، وليست مع الداخلية أو الحكومة والدولة كلها .. وإنما مشكلة الإخوان الآن مع الشعب الذي لفظهم وصار يكرههم الآن.. ولن ينفع الإخوان من هذه الكراهية سوي الندم الحقيقي على ما ارتكبوه من خطايا وجرائم .. والاعتذار علنا وبصدق عن ذلك، والتوقف عن ارتكاب مزيد من الجرائم.. لأنه بدون ذلك لن يعفو الشعب عنهم، وسيلاحقهم ويطاردهم في كل مكان .. وسيصر على عقابهم جميعا وخاصة منهم الذين تلوثت أيديهم بالدماء  وأيضا الذين رضوا بإراقة الدماء.. لكن يبدو أن الجماعة ستلقي حتفها في سجن الأوهام قبل أن يفيق العريان والبلتاجي والشاطر.
الجريدة الرسمية