رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل أسباب تعثر انطلاق الحوار الوطني التونسي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تهدد اختلافات وجهات نظر الفرقاء السياسيين حول الأمور الترتيبية المنظمة للحوار وتباين الرؤى بخصوص الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بدء جلسات الحوار الوطنى. 

فبعد أن كان قياديو أحزاب المعارضة المشاركين في الحوار الوطني انطلقوا في العد التنازلي لتنفيذ بنود خارطة الطريق التي اقترحها الرباعي الراعي للحوار ووقع عليها اغلبية الأحزاب الفاعلة في الساحة، ماعدا حزب المؤتمر حليف النهضة في الترويكا الحاكمة وتيار المحبة الذي خلف حزب العريضة الشعبية، يبدو أن حسابات المعارضة سقطت في الماء.

ويخشى اليوم من أن تتفق الأطياف السياسية المشاركة في الجلسات الترتيبية للحوار الوطني، على تجاوز قرارات المحكمة الإدارية بما يعني أنه في حال إجراء انتخابات تشرف عليها الهيئة الجديدة فان المحكمة تبطل نتائجها وتكون النخبة السياسية بذلك قد جنت على البلاد والعباد.

وقالت وسائل الإعلام امس في عرض قراءات مختلفة عن التاخير في انطلاق جلسات الحوار، أن لكل طرف سياسي مشارك في الحوار حساباته الضيقة مؤكدة أن " المصلحة العليا للبلاد" ليست سوى المصلحة الحزبية الضيقة لكل تيار.

مضيفة أنه إذا كانت غايات الحوار الوطني المعلن عنها هي تشكيل حكومة كفاءات مستقلة وسن قانون انتخابي جديد وارساء هيئة مستقلة للانتخابات، هي بالأساس مطالب أحزاب المعارضة، فان المخفي من نوايا الفرقاء السياسيين لا يعدو أن يكون صراعا محموما من أجل السلطة.

فأحزاب المعارضة التي خسرت انتخابات 23 أكتوبر 2011 بسبب قلة تنظيمها وتشتتها في أحزاب صغيرة لا وزن ولا شعبية لها، ترى أن الترويكا الحاكمة تسعى إلى السيطرة على مفاصل الدولة وتابيد حكمها واقصاء كل من يعارضها.

وفي المقابل، تعتبر الترويكا الحاكمة وعلى رأسها النهضة، بان فلول النظام السابق المتغلغلة في أحزاب المعارضة، لم تعد تصبر على اقصاءها من الحياة السياسية وهي اليوم في منافسة شرسة إلى جانب اليسار.




الجريدة الرسمية