رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. حارس التاريخ.. مهندس مدني!

فيتو

حارس التاريخ.. مهندس مدني!

منار عثمان - تصوير: عماد عبد الرحمن

"حارس التاريخ"، هذا ما يجب أن يدعي به المهندس حسام عبد المنعم محمد، فرغم عمله بالمقاولات إلا أنه أدمن القراءة وجمع الكتب النادرة وأسس مكتبة يتيح كتبها للجميع..


حلم راود حسام وهو صغير بأن يصبح رئيسا للجمهورية، وكان يعتقد أن الرئيس يجب أن يكون ملما بكل العلوم في كل المجالات حتي التسليح، وهذا جعله يتمسك بالكتب التي ورثها عن جده لأمه "عباس إمام"، الذي كان يعمل تاجر "ميني فاتورة "، ثم تحول إلى مهنة بيع الكتب، وكان لديه أكبر قدر من الكتب التي تعود لسنوات طويلة تمتد إلى القرن التاسع عشر..

يتوفي الجد في بداية السبعينيات تاركا تراثا ضخما من أجولة الكتب، وتحدث المفاجأة بانهيار العقار الذي كان يعيش فيه مع أسرته في الحلمية، وقام بجمع الكتب من بين أطلال العمارة ليحول سطور التاريخ إلى مكتبة بالمقطم تحتوي على 15 ألف كتاب ودورية في جميع المجالات، ومن بين هذا الكم الهائل للكتب خصص حسام قسما للكتب التي يرجع تاريخها إلى أكثر من مائة وستين عاما.

قسم حسام تلك الكتب النادرة إلى ثلاثة أقسام، القسم الأول يحتوي على كتب تم إصدارها من عام 1853 حتي عام 1870، ومن أشهر الكتب في هذا القسم كتاب "كشف الحجاب" و"الران عن وجه أسئلة الجان" و"نسيم الصبا" الذي تم طبعه في 1302 هجرية بمطابع "الجوانب" بالاستانة.

أما القسم الثاني فيشمل كتبا طبعت من عام 1870 حتي 1900، منها كتاب "الدفع المتين في الرد على حضرة قاسم بك أمين" عن تحرير المرأة، تأليف عبد المجيد خيري، وطبع بمطبعة الترقي بشارع عبد العزيز في ذلك الوقت، كما وضع قسما للكتب التي تبدأ من عام 1900 إلى 1910، ثم آخر يبدأ من 1920 إلى 1930، حتي الآن.

وإلي جانب الكتب النادرة هناك مجلات تعود لعهد الملك فؤاد، منها "مجلة اللطائف" التي تشمل أخبار وصور ذلك العصر، كذلك منشورات كانت الجماعات الإسلامية واليساريون يقومون بتوزيعها في السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات، بالإضافة إلى لوحات فنية عن فلسطين.

واحتوت مكتبته على عقد زواج منذ 1946، ويروي حسام عبد المنعم أنه دائما ما يبحث عن أصحاب المكتبات وبائعي الكتب وحتي بائعو الروبابيكيا ويشتري كل ما لديهم من كتب، وذات مرة وجد أجندات التي كان يستخدمها الناس في السبعينيات، والتي كانت تشتمل على ما يشبه الجيوب ليجد عقود الزواج والطوابع التاريخية.

حارس التاريخ فتح مكتبته للجميع للقراءة والاطلاع والتصوير، بل يذهب لدور النشر لشراء أحدث الكتب، وتوزيعها مجانا على رواد مكتبته.
الجريدة الرسمية