رئيس التحرير
عصام كامل

هل ضحى الينايريون فعلاً لحريتنا؟!


يتكلم المُنتمون لـ 25 يناير كثيراً عن تضحياتهم من أجل المصريين ومن أجل منحهم الحرية، بينما لا نجد فيهم أدنى إيمان بتلك الحرية ومن أول يوم نزلوا فيه إلى الشارع!! قاموا بإعداد قوائم سوداء ضد من يرفضونهم في نفس الوقت الذي طالبوا فيه بالديمقراطية، وطالبوا بسن قانون للعزل وفرعنوا المُحركين للحدث في الميدان، حتى إنهم كانوا ينفون عن أنفسهم وعن المُحركين الأخطاء، وسبوا أغلب مُمثلي مفاصل الدولة وتعرضوا لهم بالسخرية، وتعالوا على الجميع من دونهم، فأين التضحية إذاً ومن أجل أي حرية؟!


لقد كان المصريون يتمتعون بالحرية في ظل نظام مبارك، وإن كان المنتمون لـ 25 يناير لا يعرفون، أو لم يُتابعوا سياسة مصر قبل تاريخ تظاهرهم ضد الدولة، فيمكننا بالتأكيد أن نُعرفهم ذاك التاريخ، لأنهم في النهاية سيدركون ما أدركته الأغلبية الآن، من أنهم ضحوا فقط من أجل أن ينال الإرهابيون الإخوان وأتباعهم من متأسلمين، حريتهم في التعدي على الوطن والمواطن!!

لقد وجدت الكُتب المضادة لمبارك في أسواق مصر منذ مطلع التسعينيات، دونما التعرض لكُتابها، وقد نشرت كتاباً ضد أمن دولة مبارك في 2005 مع الصحفي الشجاع سعيد شُعيب وعميد الشرطة محمود قُطري، تحت عنوان "تزوير دولة"، ولم يتعرض لي أحد!! ونشر الأستاذ المناضل خالد محي الدين كتاباً ضد مبارك في 1993 وكان معروضاً على فاترينة مكتبة المدبولي بميدان طلعت حرب وسط العاصمة، لمدة طويلة وأقبل الناس على شرائه، دونما أذى لكاتبه، وقد نشر الكثيرون منذ 2005 الكثير من الكتب المُضادة لمبارك، ولم يتعرض لهم النظام، بمثل ما تعرض أتباع 25 يناير، لكل من اعترض على فعلهم، بينما كان نزولهم للشارع يوم 25 يناير، هو تعبير صريح عن حرية تجمهرهم في عصر مبارك ضده، لتُثبت الأيام، أنهم الأسوأ، وليتصور القاصي والداني، ماذا عساهم أن يفعلوا لو أنهم أمسكوا بسلطة؟!

لم يُقسم مبارك المصريين بمثل ما فعل اليناريون، ومع ذلك يريدون محو اسمه من مصر!! لم يعترض مبارك على حرية إلا من كان يعتدي على القانون وصدرت أحكام معترضة على بعض من أفعال نظامه في عهده فلم يقف أمامها، بينما يرفع اليناريون شعار سيادة القانون ويومياً يعتدون عليه ويرفضون بعض أحكامه ويشككون في نزاهة القضاء!!

لم يسمح مبارك بالفوضى ووقف أمام الإخوان، وقال الينايريون إن هؤلاء الإخوان فزاعة مبارك وأنهم فصيل وطني، ليشهد ما نحياه اليوم على زيفهم وسوء إدراكهم وانعدام نضجهم ومع دفاع البعض منهم عن الإرهابيين بمزاعم إنسانية، تدني مستوى فهمهم للقيم الإنسانية أو تعمدهم خيانة الوطن، بدعم صريح للإرهاب!!

لقد ضحى أتباع 25 يناير من أجل الإخوان، ولم يضحوا من أجل مصر أو المصريين، وهو أمر باد اليوم بشدة ولم يعُد خافياً على أحد إلا من اشترى بآيات الوطن ثمناً قليلاً أو استكبر على الاعتراف بخطئه، وقد رأينا مبارك وهو يعترف بأخطاء له فيما مضى، وبذا يظهر الفارق بين الرجال والصغار!! وبالتأكيد لمبارك أخطاء، ولكن من المُستغرب، أن يُخطئ من يطالب بالتغيير للأفضل، بأسوأ ممن وقف ضده!!

إن من يسلب الحرية من المواطن ويمنحها للإرهابي، غير قادر على بناء وطن حر ولا ديمقراطية ولا تقدم ولكن وطن مؤسس على الخوف والرهبة والنفاق!! إن مُحركي يناير، ودون شك، وبعد أن فشلوا هم ذاتهم في تحقيق أي شىء ذي جدوى للوطن، لا يستطيعون منحنا أي شىء ذا قيمة، وبالذات الحرية التي يدعون!!
تحيا مصر الحرة دوماً..
الجريدة الرسمية