رئيس التحرير
عصام كامل

"السيسي": هناك مخطط لإعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط من جديد.. النظام السابق سعى لإدخال البلاد في الفوضى.. واجهت تحديات كثيرة بسبب انحياز القوات المسلحة للشعب.. الوقت غير مناسب للحديث عن ترشحي للرئاسة

الفريق أول عبد الفتاح
الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع

كشف الفريق أول عبد الفتاح السيسي، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، عن مخطط تم إعداده منذ خمس سنوات لإعادة صياغة وتشكيل منطقة الشرق الأوسط من جديد، تشمل الخريطة السياسية للنظم القائمة، والبناء الجغرافى للدول، وتوزيع القوى والمصالح وهيكلة الترتيبات الأمنية بالمنطقة.

وقال "السيسي" في الجزء الثالث من حواره مع الزميلة "المصري اليوم"، إن مصالح القوى الدولية تعتبر المنطقة أهم المرتكزات الرئيسية في معادلة توازن القوى، انطلاقا من موقعها الجيوبولتيكي والجيوستراتيجي، وماتملكه من موارد وثروات.

وأضاف "السيسى" أن أهم هذه المتغيرات التي طرأت على المنطقة هو سقوط وتآكل الجيوش العربية، الأمر الذي لايصب في الصالح العربى بصفة عامة ومصر بصفة خاصة، مشيرا إلى أن هناك تهديدات قوية لاتستهدف فقط القوات المسلحة، وإنما مختلف أركان الدولة المصرية من قوات مسلحة وشرطة وقضاء واقتصاد.

وأوضح أن العالم يعيش حاليا حرب معلومات، وعلى المصريين أن يعوا ذلك جيدا، وأن يعرفوا أننا في حالة حرب، وترديد البعض من مفاهيم ومعلومات خاطئة ليس في صالح البلاد، مطالبا بتدخل جميع العناصر، بما فيها الإعلام، لتوعية الناس بالمشاكل وأعطائهم المعلومات الصحيحة.

وأكد الفريق أول عبد الفتاح السيسى أن مافعله النظام السابق، وما يحاول أن يقوم به أنصاره حاليا، من نشر الشائعات، والإساءة للجيش وبث معلومات مغلوطة، يهدف إلى إدخال البلاد في حالة فوضى ليضر بالأمن القومى لمصر.

وعلى جانب آخر أكد "السيسى"، أن إعداد وتدريب وتسليح القوات المسلحة يحكمه العديد من الاعتبارات، في مقدمتها العقيدة الوطنية الثابتة التي تهدف إلى الحماية والدفاع عن مصالح وأهداف الأمن القومى في أبعاده ودوائره المختلفة.

وتابع: "إن التقديرات كانت تشير إلى أن الجيش أمامه ما بين 3 إلى 5 سنوات حتى يستعيد مكانته بعد ما حدث في الفترة الانتقالية الأولى، لكننا استطعنا في فترة وجيزة استعادة ثقتنا بأنفسنا وثقة الشعب فينا وفي قدراتنا لأن الله يعلم نوايانا"، لافتا إلى أن القوات المسلحة حاليا لديها أعلى درجات الاستعداد على كل المستويات.

وكشف "السيسي" عن أن نسبة كبيرة من المتورطين في مذبحة رفح الأولى، تم القبض عليهم، ويتم التحقيق معهم حاليا.

وقال "السيسي إن عدد المتورطين في المذبحة يتراوح من 25 و30 شخصًا، بعضهم دخل إسرائيل في مركبة "فهد" بعد أن استولوا عليها، وتم قتلهم داخل الحدود الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن العدد الأكبر كان قد هرب وتم القبض على بعضهم.

وأضاف أن العمليات العسكرية ضد الإرهاب في سيناء شهدت في الفترة الأخيرة تقدمًا كبيرًا بفضل تضحية وشجاعة أبناء القوات المسلحة والشرطة، والتعاون مع سكان سيناء، متوقعًا استمرار العمليات لفترة قادمة، نتيجة تعدد أبعادها بحكم الطبيعة الجغرافية والتركيبة السكانية، ودائرة الجريمة التي تتشابك فيها أصابع الإرهاب مع عمليات التهريب والجريمة المنظمة، فضلا عن اختفاء بعض هذه العناصر بمنطقة العريش وسط المواطنين.

وشدد على سرعة تنفيذ خارطة المستقبل، التي جرى التوافق الوطنى حولها، وتجنب أي إجراءات تعرقل تنفيذها.

وأكد إن أي تغيير أو عرقلة لتنفيذ خارطة الطريق، لا يخدم الأهداف القومية، وإنما يضر بالمصالح وأهداف الثورة، مشيرا إلى أنه من الأفضل أن نقبل بتعديل الدستور والانتقال للمرحلة الثانية لأن التحديات التي تواجه مصر جسيمة، ولا نملك ترف تضييع الوقت.

وأوضح أنه واجه تحديات كثيرة بسبب انحياز القوات المسلحة للشعب وثورته، لافتا إلى أنه منذ أن جاء إلى منصبه وهو يعامل النظام السابق بمنتهى الصدق والشرف، وحاولنا أن ينجح ليس حبا فيه، ولكن من أجل مصلحة الوطن الذي يتطلب التضحية بالنفس وبأى منصب.

ونوه "السيسي" إلى أن كثيرا من النخب والسياسيين نسوا شكل الدولة المصرية، وما كانت ستصل إليه الأمور، لو الأوضاع استمرت على ماكانت عليه قبل 30 يونيو، لمدة شهرين أو ثلاثة لأن الحرب الأهلية كانت ستقع خلال شهور قليلة.

وعن ترشحه للرئاسة قال الفريق أول عبد الفتاح السيسي، إن الوقت غير مناسب للحديث عن ترشحي للرئاسة من عدمه، مشيرًا إلى أن مصر تمر بمخاطر وتحديات تتطلب من الجميع عدم تشتيت الانتباه والجهود بعيدا عن إنجاز خارطة الطريق التي سيترتب عليها واقع جديد يصعب تقديره الآن.

وأشار "السيسي" إلى أنه عندما يذكر اسمه بجانب اسم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، يتمنى من الله أن يكون على قدر هذه الثقة، لافتا إلى أن عبد الناصر حمل هموم الشعب بإخلاص لذلك لم ينسه الشعب.

وعلى جانب آخر قال "السيسى": "إنه يقتدى بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته في رشدهم وفى فهم الدين الصحيح".
الجريدة الرسمية