رئيس التحرير
عصام كامل

بدء الجلسات الختامية لمؤتمر الحوار الوطني باليمن

فيتو

عقد مؤتمر الحوار الوطني في اليمن أولى جلساته الختامية والمخصصة لمناقشة تقارير فرق العمل المختلفة، يأتي ذلك رغم استمرار الخلاف على عدد أقاليم الدولة الاتحادية المقترحة في ظل تمسك فصائل جنوبية بدولة من إقليمين أو الانفصال.

بدأ مؤتمر الحوار الوطني الشامل في اليمن اليوم الثلاثاء (الثامن من أكتوبر/ تشرين أول 2013) جلسته العامة الختامية والمخصصة لبحث التقارير المرفوعة من فرق العمل التسع المنبثقة عن مؤتمر الحوار، المتضمنة النتائج التي توصلت إليها ومشاريع القرارات والتوصيات التي استخلصتها وتوافقت عليها في ضوء مداولاتها لمحاور المؤتمر.

ويهدف الحوار خصوصا إلى الوصول إلى دستور جديد، وقد تم الاتفاق حتى الآن على أن يكون اليمن دولة اتحادية، إلا أن نقطة الخلاف تتمثل في عدد الأقاليم، ففي الوقت الذي يتمسك فيه بعض الأطراف وخاصة الشماليون بأن تتكون الدولة الاتحادية المقترحة من عدة أقاليم، يصر الجنوبيون على دولة من إقليمين تستعيد في الشكل حدود دولتي الشمال والجنوب السابقتين.

وفي الجلسة الافتتاحية، ألقى الرئيس عبد ربه منصور هادي كلمة دعا فيها المجتمعين إلى الترفع عن المصالح الشخصية الحزبية الضيقة وتغليب مصلحة المجموع.. وتابع :"أيام قليلة تفصلنا عن التوصل إلى حل عادل للقضية الجنوبية قائم على معالجة مظالم الماضي وإعادة صياغة عقد الوحدة بين كل المكونات اليمنية في إطار دولة يمنية اتحادية واحدة موحدة".

وأكد الرئيس اليمني أن "توافقا وطنيا واسعا قد تحقق حول كثير من ملامح حل القضية الجنوبية وأن ما تبقى من نقاط لم تحسم لن تكون صعبة على الحل بفضل حكمة اليمنيين وتغليبهم للمصلحة الوطنية العليا ولروح التوافق والشراكة". 

وهاجم المعارضين بالقول: "الفرصة تاريخية ويجدر استغلالها من قبل كل من يؤمنون صدقاً بعدالة القضية الجنوبية، أما المزايدون والمتاجرون بها فسيجدون أنفسهم خارج التاريخ وعرضة لحساب الشعب اليمني بسبب خروجهم عن لحظة الإجماع الوطني".

واعتبر هادي أن ما يقدمه الحوار وملامح الصيغ المطروحة للجنوبيين أكبر مما حصلوا عليه مع الوحدة في 1990 وبعد الحرب الأهلية في 1994، التي قمع فيها نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح محاولة انفصالية قادها جنوبيون.

في هذه الأثناء دعت فصائل الحراك الجنوبي غير المشاركة في الحوار، والتي ما زالت تتمسك بمطلب الانفصال الكامل عن الشمال، إلى التظاهر السبت القادم في عاصمة الجنوب عدن للتأكيد على رفض ما توصل إليه الحوار الوطني.

من جانبه قال مساعد أمين عام الأمم المتحدة ومستشاره الخاص لشؤون اليمن جمال بن عمر إن :"ما أنجزه أعضاء مؤتمر الحوار في بضعة أشهر يستحق الثناء والاحتفاء .. ولا يظن أحد أنه يمكن لليمن الاكتفاء بمخرجات مؤتمر الحوار مهما كانت واعدة. فهو جزء من عملية انتقالية وخارطة طريق لا تنتهي إلا بتحقيق التغيير الذي نشده ملايين اليمنيات واليمنيين في السنوات الأخيرة".

وتشمل محاور المؤتمر الذي بدأت أعماله في 18 آذار/ مارس الماضي تسع قضايا تتمثل بالقضية الجنوبية وقضية صعدة (أو قضية الحوثيين الشيعة)، وكذلك القضايا ذات البعد الوطني ومنها قضية النازحين واسترداد الأموال والأراضي المنهوبة في الجنوب، فضلا عن قضية المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية وبناء الدولة، والحكم الرشيد، وأسس بناء الجيش والأمن ودورهما، بالإضافة إلى استقلالية الهيئات ذات الخصوصية والحقوق والحريات إلى جانب قضايا تتعلق بالتنمية الشاملة والمستدامة، وقضايا اجتماعية وبيئية خاصة.

ويضم قوام المؤتمر 565 مشاركا يمثلون ثمانية مكونات سياسية تشمل الأحزاب السياسية والشباب والنساء والمستقلين ومنظمات المجتمع المدني والحراك الجنوبي وأنصار الله.

ومن المقرر أن يستكمل المؤتمرون مناقشة بقية التقارير المقرة من فرق العمل بعد إجازة عيد الأضحى المبارك.


ع.ج.م/أ.ح (دب أ، أ ف ب)

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل

الجريدة الرسمية