رئيس التحرير
عصام كامل

وساطة أبوالمجد


هل تتذكرون الإعلان الدستورى المثير للاستفزاز الذي أصدره الرئيس السابق محمد مرسي بعد بضعة شهور قليلة من توليه الحكم، ليمنح به نفسه سلطات استبدادية شبه إلهية ويحصن كل قراراته ما صدر منها وما سوف يصدر من الطعن أمام القضاء؟


هذا الإعلان الدستوري الذي كان بداية وفاتحة الثورة ضده وضد حكم الإخوان كان ثمرة نصيحة من الدكتور كمال أبوالمجد وقتها، الذي نصح مرسي أيضا بأن يجمل إعلانه الدستوري بمادة أو أخري عن إعادة محاكمات رموز النظام الأسبق، حتي يقدر على تمريره ويخدع القوى الثورية الشبابية والنخبوية مثلما خدعهم قبل انتخابه ليؤيدوه وأثمر ذلك إعلان فرمونت الشهير!

ولقد لاحظ كثيرون وقتها أن الدكتور كمال أبوالمجد امتنع عن الظهور تليفزيونيا كما اعتدنا على ذلك، خاصة من قناة الحياة التي اعتمدته المحلل السياسي الرئيسى لها، ولم ينبت أبو المجد ببنت شفة مثل كثيرين في نقد هذا الإعلان الدستوري الغريب الذي كان يؤسس لدولة إخوانية استبدادية.

هذا هو د. كمال أبوالمجد الذي تطوع اليوم ودون تكليف من أحد للقيام كما قيل بمهمة وساطة بين الحكم الحالي وجماعة الإخوان، والذي قال هنا هم الإخوان الذين التقي بهم مؤخرا.. إنه بصراحة شديدة لا يصلح أن يكون وسيطا محايدا ليس فقط لأنه منحاز بالهوي لجماعة الإخوان باعتباره إخوانيا قديما، ولكن أيضا لأنه سبق أن انحاز عمدا ومع سبق الإصرار للإخوان في تأسيس حكمهم الاستبدادي.

وأظن أن هذا التعبير يفهمه جيدا د. كمال أبوالمجد باعتباره رجل قانون في قيادة منظمة الشباب في الستينيات ثم في وزارة الإعلام في السبعينيات وبعدها في المجلس القومي لحقوق الإنسان في التسعينيات.. لكني لا أفهم أن يقبله الحكم الحالي وسيطا مع الإخوان وإلا كان هذا الحكم يريد الوسيط مع الإخوان، واحدا منهم.
الجريدة الرسمية