ضربات سريعة ومتنوعة من شباب الألتراس تصيب الطرق بالشلل والارتباك.. تمكنوا من خداع الداخلية بتقسيم أنفسهم.. وتخوفات من قطع السكك الحديدية واقتحام الداخلية
وجه شباب الألتراس، منذ صباح اليوم، ضربات سريعة ومتنوعة فى المرافق الحيوية، ليصيبوا شوارع القاهرة وطرقها بحالة من الارتباك الكبير والشلل، موجها رسالة قوية للنظام السياسى اختلف حولها الشارع بين مؤيد ورافض لتصرفاتهم.
جاء هذا التصعيد ردا على طلب النائب العام تأجيل الحكم فى قضية أحداث بورسعيد، نظرا لوجود أدلة جديدة تستدعى فتح التحقيق من جديد، بحسب قوله، وهو التصريح الذى أثار الجميع، مؤكدين أنه استهلاك سياسى يهدف فصل غضب المتظاهرين يوم الجمعة 25 يناير، عن غضب شباب الألتراس السبت 26 يناير.
بدأت ضربات الألتراس صباح اليوم من أمام البورصة المصرية، عندما توجه المئات منهم للوقوف أمام أبواب البورصة الرئيسية فى محاولة منهم لمنع جلسات التداول .
وأوضح الدكتور محمد عمران، رئيس البورصة، أن الوقفة التى قام بها مجموعة من الألتراس أمام البورصة اليوم كانت تتسم بالسلمية، ولم يقم أحد منهم بالتعرض للموظفين العاملين بالبورصة، كما أنهم لم يتلفوا شبكة الاتصالات بالبورصة ولم يقوموا بأعمال شغب خلال وقفتهم.
وأكد "عمران" نجاح البورصة المصرية مع إغلاق تعاملات هذا اليوم تحويل دفة مؤشراتها من الانخفاض فى مستهل التعاملات إلى ارتفاعات قوية عند الإغلاق، مدعومة بحالة من الارتياح سادت أوساط المستثمرين عقب إنهاء ألتراس أهلاوى وقفتهم أمام مقرها.
ومع ذلك قرر المستشار طلعت عبد الله، النائب العام، إحالة البلاغ المقدم من المستشار خالد النشار نائب رئيس مجلس إدارة البورصة والقاضى بمحكمة استئناف القاهرة، ضد رابطة الألتراس "الأهلاوى" إلى نيابة وسط القاهرة.
وفى الوقت الذى كثفت القوات الأمنية من وجودها أمام دار القضاء العالى فى انتظار وصول جماهير الألتراس التى أعلنت عن نيتها التوجه إلى دار القضاء العالى، تمكن "كابّوهات" الألتراس من تقسيم أنفسهم ليقوم الوينرز بتنظيم وقفة دار القضاء العالى، فى حين يقوم ألتراس أهلاوى بإيقاف حركة مترو الأنفاق.
وبالفعل تمكنوا من التجمهر فى محطة سعد زغلول وجلسوا على قضبان القطار ليتمكنوا من شل حركة القطارات لأكثر من ساعة، وهو الأمر الذى أصاب ركاب المترو بالغضب الشديد منهم والشفقة عليهم.
وللمرة الثانية، تمكن الألتراس من خداع الداخلية وتشتيتهم، فبعد أن تحركت الداخلية لتأمين السكك الحديدية خوفا من قطعها قام المئات من أعضاء روابط الألتراس بقطع كوبرى 6 أكتوبر، وأشعلوا النار فى إطارات السيارات، ما أدى إلى إحداث شلل مرورى تام وتعطل حركة سير المركبات.
من جانبه قام الرئيس محمد مرسى بالاتصال بوزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، لبحث تطورات الأمر ووضع خطة عاجلة لتهدئة الموقف، فى حين أكد مصدر برئاسة الجمهورية، أن الرئيس وبخ وزير الداخلية بسبب ما يحدث الآن فى جميع المحافظات، وسأله عن دوره يوم 25 يناير الجارى إذا كان الوضع كذلك، كما طلب الرئيس من وزير داخليته التدخل فورا لإنهاء تلك الأزمة.
كما طالب الرئيس محمد مرسى فى اتصال هاتفى مع وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، وضع خطة عاجلة لمواجهة تحركات "الألتراس" بالشوارع، والتى من المتوقع أن تتسبب فى أعمال عنف.
وأكد شهود عيان ومصادر أمنية أن وزير الداخلية قام برفع درجة الاستعداد الأمنية حول الوزارة للدرجة القصوى، بسبب تحركات "الألتراس"، وقرر إرسال قوات دعم أمام عدد من المنشآت الحيوية والقصر الجمهورى تحسبا لاندلاع أى أعمال شغب.
وكان شباب الألتراس استعد للنطق بالحكم فى قضية أحداث بورسعيد –التى راح ضحيتها أكثر من 70 شاب من شباب الألتراس أثناء مشاهدته مبارة بين الأهلى والمصرى البورسعيدى فى استاد بورسعيد- من خلال توزيع آلاف المنشورات التى تدعو المواطنين لحضور جلسة النطق بالحكم، محذرين من أى تلاعب بالقضية أو تأجيلها مرة أخرى، هذا بخلاف دعوات القصاص التى أطلقها شباب الألتراس على جدران محطات المترو والمنشآت العامة .