رئيس التحرير
عصام كامل

عندما تصبح الخيانة فنا..!!


لم أكن في يوم من الأيام مشغولا بمشاهدة ومتابعة احتفالات نصر أكتوبر بالقدر الذي كنت عليه بالأمس.. إحساس غريب وجديد منذ الصباح الباكر وحتى نهاية اليوم .. متابعة دقيقة لكل ما يحدث على أرض الوطن من احتفالات خاصة في ظل حالة التهديد والوعيد التي سبقت هذه الاحتفالات من الإخوان بعمل مسيرات لإفساد هذه الاحتفالات على المصريين..


وكأن هذه الاحتفالات لا تخصهم ولا تشغل بالهم إلا إذا كانت داخل الصالة المغطاة باستاد القاهرة وفي وجود مرسي المعزول وقتلة السادات .. في العام الماضي كانت جماعة الإخوان تحتفل بنصر أكتوبر على أنها هي التي شاركت فيها وحققت هذا الإنجاز رغم أننا جميعا نعلم بأنها سجدت لله شكرا بعد هزيمة 67 .. وفي هذا العام جاءت احتفالات الإخوان مختلفة تماما وعلى النقيض حيث كانوا حريصين على إشعال الأوضاع من جديد لإفساد الاحتفالات أولا ولإسقاط أكبر قدر من الضحايا، ثانيا للمتاجرة بهم ولتأكيد أنهم موجودون، وثالثا من أجل إجبار الشعب والسلطة على التفاوض معهم وربما التصالح.

ورغم كل ما قيل قبل الاحتفالات إلا أنني كنت أشك في أن يكون هناك مصري واحد داخل أو خارج مصر لا يفخر بنصر أكتوبر ولا يشارك في هذه الاحتفالات بقدر ما يستطيع.. ولكن ما حدث بالأمس من هذه الجماعة أثبت لي بما لا يدع مجالا للشك أن مصر لا تهمها في شيء.. وهي تأخذها سكنا لا وطنا.. فدرجة الغباء والاستحمار وصلت بالإخوان إلى النزول في هذا اليوم من أجل إفساد الفرحة على المصريين بل وحمل البعض منهم شعارات الصهاينة.. جماعة الإخوان نجحت في تحويل هذه الاحتفالات إلى رغبة قوية من الغالبية العظمى للشعب للتخلص منها.. ونجحت في تعميق الفجوة بينها وبين المصريين.. بل ونجحت في إثبات كل ما كان يقال عنها.. وأيضا نجحت في إبعاد عدد من المتعاطفين الراغبين في إجراء مصالحة معها.. وأخيرا نجحت في إنهاء اليوم بعدد من الضحايا الجدد.

فعندما تكون الخيانة كلاما يمكن التشكيك فيها لأنها تصبح مجرد كلام.. لكن عندما تصبح فنا وإثباتا على أرض الواقع فقُل على الخونة السلام.. بل وقُل لهم في ستين ألف داهية..!! والسؤال هنا لأغبى بني آدم في العالم.. هل كان من الممكن أن يسقط ضحايا في هذا اليوم لو لم ينزل الإخوان في مسيرات عنيفة مسلحة؟ .. من المؤكد "لا" بكل لغات العالم.. فهل يعقل أن تكون المشاركة في احتفالات بحجم وعظمة هذا اليوم دموية؟!! وهل يعقل أن يكون هناك كاره لهذا الانتصار سوى الإسرائيليين على اعتبار أنهم المهزومون في هذه الحرب..؟!!

رحم الله ضحايا مصر من كل مكان وفي كل زمان.. وعاشت مصر عظيمة شامخة بعيدا عن الإخوان.. وحسبي الله ونعم الوكيل في كل خائن لوطنه.. وكل سنة وأنت طيبة يا حبيبتي يا مصر.. وتحيا مصر.. ومصر تحيا..
Gebaly266@yahoo.com
الجريدة الرسمية