حوارات "شلايب وحلاتين"!
دققت جيدًا في المشهد العام الآن، واكتشفت أن كل المصريين دخلوا دائرة النشاط السياسي، مدفوعين بشهوة الكلام ــ وأى كلام ــ في السياسة والقانون والدستور..إلخ.
كل من (حَشَّ ودشَّ)، صار مُنَظِّرًا ومُحَلِّلًا وخبيرًا استراتيجيًا وفقيهًا دستوريًا.. حتى إن سعد ابن الخالة "رتيبة أم نيازى" أحد أباطرة احتكار بيع أنابيب الغاز المدعم في السوق السوداء، دخل مضمار التحليل السياسي، ويردد كلامًا بلا ترابط مستخدمًا بعض الكليشيهات التي اعتاد رواد سهرات التوك شو ترديدها.. يستخدم عبارة (بِرَدْ النظر) ويكررها في كل مناسبة دون مناسبة، ومن ثم لا تفضى إلى أي معنى، وعندما تحريت الأمر اكتشفت أن برَدْ النظر هي نفسها عبارة (بغَض النظر) التي يكررها المتحفلطون في الفضائيات!.. أما أمه الخالة رتيبة، وهى من المعجبين بالفريق السيسى، كانت إذا سمعته يتحدث تقول والنبى أمريكا بتحبك ياريس وباعتالك جواب، وتكرر أمريكا باعتالك جواب جامد ياريس.. احترت كثيرًا في حكاية الجواب الذي أرسلته أمريكا للرئيس السيسى.. وفى سيمينار خفيف على فرش خضار خالتى رتيبة اكتشفت أن أمريكا (باعتالك جواب) يعنى أمريكا باعتالك (برقية تأييد).
كثير من هؤلاء، وكثير من ضيوف التوك شو، تكتشف أن الصرمة القديمة ولامؤاخذة، أكثر أهمية وقيمة من دماغه.. سألت زبونًا من ذلك النوع وهو ناشط سياسي وكهربائى سريسيون، عن رأيه في الأحداث الأخيرة، فاختار الحديث عن تطهير كرداسة ودِلجا، لكنه ركَّز على الأخيرة التي أطلق عليها قرية (دِجلة) معربًا عن مخاوفه من أن تصبح مشكلة كرداسة ودلجا مثل مشكلة (شلايب وحلاتين) على حد قوله!.
قلت له أيضًا لماذا لا تتبنون كنشطاء سياسيين، دعوة الشباب لإعمار سيناء الغنية بوديانها؟.. قال وأين هي الوديان؟.. فأخذت أعدد له وديان سيناء وهو "فاشخ فمه" على اتساعه، فتأكدت أنها المرة الأولى التي يسمع فيها عن تلك الوديان رغم شهرتها، وقلت له عندك مثلًا وادى فيران، ووادى غَرَنْدَل، ووادى وتير، ثم توقفت فجأة عندما بدا لى أنه يتصنع المعرفة وهو يهمهم "إمممم إمممم" ثم قال أكمل، وادى إيه كمان؟.. قلت له: (وادى دَقْنى) لو كنت فاهم حاجة!.
حبيبى المواطن الجميل.. أدعوك الآن للاستمتاع معى بسلام "الدنيا كاسات من غير مَزَّة / لها طَعْم يهزَّك مِيت هَزَّة".. وربنا باظت!