"فريدمان": حقيبة الخارجية الأمريكية أسوأ منصب فى الظروف الحالية
اعتبر الكاتب الأمريكى "توماس فريدمان"، أن حقيبة الخارجية الأمريكية باتت بمثابة أفضل وأسوأ منصب قد يتولاه أحد فى ظل الظروف والأوضاع الراهنة التى يمر بها العالم، داعيا وزير الخارجية الجديد جون كيرى لكسر القواعد التى بات متعارف عليها وتجربة حل جذرى جديد.
واقترح الكاتب الأمريكى فى مقال له أوردته صحيفة "نيويورك تايمز"، الأمريكية على موقعها الإلكترونى اليوم /الأربعاء/ خطة جديدة لوزير الخارجية الأمريكى تتمثل فى محاولة تجربة حل جذرى جديد يتضمن تهيئة الظروف لدبلوماسية، التى لا وجود لها الآن، من قبل القادة فى جميع أنحاء العالم تكون موجهة مباشرة إلى الشعوب، للتعامل مع قضية البرنامج النووى الإيرانى والصراع الفلسطينى الإسرائيلى.
وحث فريدمان وزير الخارجية كيرى على كسر القواعد بمعنى أنه بدلا من التفاوض مع قادة إيران سرا، والذى لم يتمخض عنه أى نتيجة تذكر، والسماح للقادة الإيرانيين بالتحكم فى كيفية سير الأحداث، أن يبدأ بالتفاوض مع الشعب الإيرانى نفسه.
وأضاف فريدمان: "يجب على الرئيس الأمريكى باراك أوباما أن يقدم للشعب الإيرانى عرضا بسيطا على الطاولة باللغة الفارسية ليفهمه جميع الإيرانيين، يتضمن سماح الولايات المتحدة وحلفاءها لإيران بالحفاظ على قدرة تخصيب اليورانيوم للأغراض المدنية، شريطة الموافقة على تواجد مراقبى الأمم المتحدة والقيود التى من شأنها أن تمنع طهران من تجميع القنبلة النووية".
ورأى فريدمان أنه لا ينبغى الاكتفاء بطرح هذا العرض علنا ولكن يجب أيضا التوضيح للشعب الإيرانى بأن السبب الوحيد وراء انخفاض العملة الإيرانية والتضخم وتزايد نسبة البطالة، وإعاقة التجارة العالمية، ومخاطر الحرب التى تلوح فى الأفق هى نتاج لعدم قبول قادتهم باتفاق يسمح لإيران بتطوير طاقتها النووية المدنية ولكن ليس على شكل قنبلة، فإيران تريد لشعبها الاعتقاد بأنه لا أحد يشاركها الوصول إلى اتفاق نووى مدنى، وهو ما يمكن أن تثبت الولايات المتحدة عكسه.
أما بالنسبة للصراع الإسرائيلى الفلسطسينى، أكد الكاتب الأمريكى "توماس فريدمان"، ضرورة أن يعرض وزير الخارجية علنا على الرئيس الفلسطينى محمود عباس ما يلى: أن الولايات المتحدة ستعترف بالسلطة الفلسطينية فى الضفة الغربية كدولة فلسطينية مستقلة، وتدعم عضويتها الكاملة بالأمم المتحدة وتعيين سفير أمريكى إلى رام الله، شريطة أن يقبل الفلسطينيون مبدأ "دولتين لشعبين"، دولة عربية ودولة يهودية وفقا لقرار رقم 181 للجمعية العامة للأمم المتحدة، والموافقة على أنه سيتم التفاوض بشأن الحدود الدائمة والأمن وتبادل الأراضى مع إسرائيل مباشرة".
وأردف فريدمان يقول: "وأن يتم التفاوض على وضع اللاجئين بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، التى تمثل جميع الفلسطينيين داخل وخارج فلسطين".. مشيرا إلى أن غزة تعد الآن دويلة ولن يتم الاعتراف بها كجزء من فلسطين إلا عندما تعترف حكومتها بإسرائيل وتنبذ العنف وتنضم للضفة الغربية.
وأكد أن الوقت الحالى هو الأفضل لوضع نهاية لهذا الصراع الدائر، نظرا لأنه ليس من المتوقع حدوث إنفراجة بين إسرائيل وفلسطين، ما لم تعترف الأغلبية الصامتة على كلا الجانبين بأن لديهم شريكا فى الأرض، لافتا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو والرئيس عباس لم يظهر كلاهما أى التزام حقيقى لتعزيز الشروط المسبقة من أجل إرساء السلام، إضافة إلى أن الدبلوماسية الأمريكية السرية تبدو بمثابة دمية فى أيديهم.
وشدد على أن واشنطن بحاجة إلى إنهاء هذه المهزلة من خلال محاولة التأكيد للايرانيين والإسرائيليين والفلسطينيين على أن لديهم خيارات حقيقية لا يريد قادتهم أن يطرحوها علنا لهم.. مشيرا إلى أن الانتخابات الإسرائيلية التى جرت ليلة أمس أظهرت أن معسكر السلام فى إسرائيل لايزال متواجدا ويلعب دورا هاما.
وخلص الكاتب الأمريكى "توماس فريدمان" فى ختام مقاله بصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إلى أن الوقت قد حان بالنسبة للإدارة الأمريكية للبدء بالتعامل كقوة عظمى، لاسيما أنه بات من المستحيل إضاعة المزيد من الوقت مع حلفاء أو أعداء قد يخدعونها.