رئيس التحرير
عصام كامل

«بى بى سى» فى الذكرى الـ40 لانتصارات أكتوبر: «6 كيبور» الأقدس فى التقويم اليهودى والأضعف فى تاريخ إسرائيل.. العرب عاقبوا أمريكا بالنفط.. مصر انتصرت بالدبلوماسية.. وسوريا خسرت الجول

الرئيس الراحل انور
الرئيس الراحل انور السادات بعد توقيع معاهدة السلام عام 1979

يعد يوم 6 أكتوبر "كيبور"، أقدس الأيام في التقويم اليهودي، إذ تعلق فيه مظاهر الحياة اليومية في تل أبيب، ولكنه تحول إلى اليوم الأضعف في تاريخ الدولة العبرية، عقب الهزيمة الساحقة التي نالتها على أيدي القوات المسلحة المصرية في حرب العاشر من رمضان.


قالت إذاعة الـ "بي بي سي"، البريطانية إنه في يوم 6 أكتوبر عام 1973 اختار المخططون العسكريون المصريون والسوريون هذا التوقيت على أنه اللحظة المثالية لهجوم مباغت على الدولة اليهودية، التي غيرت نظرة الحرب في العالم ونحن جميعا نعيش مع آثارها إلى يومنا هذا.

وكانت الحرب العربية محاولة لعكس الهزائم المذلة لعام 1967، حيث إعادة إسرائيل رسم خريطة الشرق الأوسط بسرعة مذهلة، استولى الإسرائيليون على صحراء سيناء الشاسعة من مصر، ومرتفعات الجولان من سوريا والضفة الغربية لنهر الأردن والجزء الشرقي من القدس من الأردنيين.

قال الضابط المصري سامح، الذي أصيب بشظايا عندما أصيبت دبابته بصاروخ من طائرة إسرائيلية: "بعد هزيمة 67 شعرنا بنظرة الناس لنا بأنهم يقولون أنتم لا تستحقون احترامنا وهذه النظرة أيضا من عائلاتنا، فمصر تستحق الأفضل".

أضاف عندما جاء الهجوم في 1973 ذهلت إسرائيل لأن الهجوم جاء من العدم ووجدت نفسها في مواجهة حرب من أجل البقاء الوطني على الجبهتين وفي الجنوب عبرت القوات المصرية قناة السويس متجهة شرقا إلى سيناء للاستيلاء على الحصون الإسرائيلية على الضفة الغربية لقناة السويس، وفي الشمال، اجتاحت أفواج دبابات السورية إلى مرتفعات الجولان.

وأشارت الـ بي بي سي، إلى أن القادة الإسرائيليين سارعوا لتعبئة احتياطياتهم، بدأت خدمة الإذاعة الوطنية عملها بعد ما كانت في اجازة ليوم الغفران وبدأت تذيع النشرة الإخبارية خاصة تتخللها كلمات التعليمات المبرمجة التي تشير للجنود العودة لوحداتهم العسكرية.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك، وهو طالب دراسات عليا في جامعة ستانفورد في الولايات المتحدة في عام 1973، عندما عرف بالأمر حزك حقائبه وودع زوجته وابنته الصغيرة وخدم كقائد في وحدة الكوماندوز بالنخبة الإسرائيلية.

وقال باراك عندما عاد إلى البيت: توجهت مباشرة إلى مخبأ تحت الأرض يعرف باسم هول يدار من قبل القوات المسلحة الإسرائيلية وكان الجو سيئا مليئا بالغبار.

أضافت "بي بي سي"، تدريجيا بدأت القوات الإسرائيلية الحشد واكتساب الأرض لأنها شنت هجوما مضادا، ولكن الرضا عن النفس لم يكن في مستوي عال، لأنهم حققوا انتصارات سهلة في حرب 1967 وشعروا بأنهم الجيش الذي لا يقهر.

وفي وقت مبكر لعام 1970 كانت الحرب الباردة في أوجها، وكانت مسرحا للصراع على الأرض كانت بشكل فعلي بين الاتحاد السوفيتي الشيوعي وكتلة القوة التي تطلق على نفسها اسم العالم الحر بقيادة الولايات المتحدة، وفازت مصر مرة أخرى من خلال الدبلوماسية سيناء وتم التوقيع على معاهدة السلام مع إسرائيل في عام 1979، والمستشارون العسكريون الروس ذهبوا للقتال مع السوريين ووفروا الذخائر والأسلحة للشعوب العربية وأيدت الولايات المتحدة إسرائيل.

وكان بيت القصيد أن الإسرائيليين قد اختاروا أو تم اختيارهم من قبل القوة العظمى الحقيقية وأعطي الأمريكيون لهم أفضل الأسلحة، حتي تحول مد المعركة وكانت إسرائيل ليست بعيدة عن أبواب دمشق وتبعد فقط عن القاهرة 100 كيلو متر، وجاءت المفاوضات وأنهت اعمال الحرب، الحرب كانت قصيرة ولكنها غيرت العالم.

ولفتت "بي بي سي"، أن الدول العربية استخدمت سلاح النفط كورقة ضغط على الولايات المتحدة وقررت معاقبتها لدعمها لإسرائيل، فتوقفوا عن تصدير النفط لأمريكا ما تسبب في نقص الوقود وارتفاع الأسعار وانهيار سوق الأوراق المالية والتباطؤ الاقتصادي العالمي الذي أثر لسنوات.

وفي عام 1991 استولت إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية، بينما مصر تمكنت الفوز بأراضيها بالمفاوضات وليس بخيار الحرب، وخرجت مصر من دائرة الدبلوماسية السوفيتية، لتكون حليفة للولايات المتحدة الأمريكية.
الجريدة الرسمية