رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. اللواء عادل كساب شاهد على حرب أكتوبر: شعوري لم يوصف عندما حانت ساعة الصفر.. القيادة تبنت حيلة لتوصيل ترددات الإشارة بفتح ثغرة بخليج السويس.. حافظوا على مصر من الفتن فزمنكم أفضل من زمننا

فيتو

" أيها الشباب حافظوا على مصر، وحافظوا عليها من الفتن فمصر مستهدفة وأنتم تعلمون ذلك جيدا.. نحن عملنا كل المستحيل حتى تكون مصر أبية شامخة، وأنا أقل من ضحى في حرب 73، ولكن ظروفكم أفضل منا بكثير اقرءوا تاريخكم جيدا لتعلموا أن عودة الأرض لم تأت من فراغ".

بهذه الكلمات وجه اللواء عادل كساب مدير مركز العمليات وإدارة الأزمات، بديوان عام محافظة جنوب سيناء، وأحد المشاركين في حرب أكتوبر المجيد رسالته إلى شباب مصر.

وأعرب كساب عن سعادته بأنه يخدم في قطاع مدني وفي نفس المكان الذي حارب فيه، لافتا إلى أنه كان سيصبح في عداد الشهداء منذ 40 عاما ولكن إرادة الله كتبت له أن يعيش حتى الآن.

وعن ذكرياته عن حرب أكتوبر، قال كساب إن ما شهده بها من أحداث جليلة أثرت في نفسه حتى الآن سواء المعارك التي دارت بين الجيش المصري والعدو أو الشهداء والمواقف البطولية والإنسانية التي لا تنسى.

وأضاف قائلا: "إنه كان في هذا الوقت قائد مركز إشارة متقدم تابع للفرقة التاسعة عشرة بأحد تشكيلات الجيش الثالث الميداني شرق القناة بمكان يسمى الكيلو 149 والذي تحول فيما بعد لنفق الشهيد أحمد حمدي"، ووصف شعوره هو وزملاؤه حينما بدأت ساعة الصفر وبدأ الطيران المصري يحلق من فوقهم لضرب أهداف العدو بأنه شعور لا يوصف بالكلام، لكن ذكر بأنه هو ومن معه جميعا تمنوا من الله أن يرزقهم الشهادة". 

أما عن سرده لبعض المواقف التي لم ينسها حتى الآن، فقال: "إن هناك عدة مواقف كانت ترمز للكثير من المعاني السامية في هذه الحرب ومنها القيادة الحكيمة وكيفية خداع العدو حتى بأبسط الأساليب، إذ ذكر أنه بصفته ضابطا بسلاح الإشارة فإنها هو وزملاؤه كانوا يعملون على تقوية الإشارة والأجهزة المستخدمة لذلك لكيلا ينقطع الاتصال بين مراكز القيادة بعضها ببعض بالحرب وكان لابد من تغيير ترددات الأجهزة والإشارة باستمرار لكيلا يتم كشفها والتجسس عليها بواسطة العدو وكان لابد من تسلم تعليمات تغيير الترددات وماهيتها من القيادة المركزية بالقاهرة وبالطبع لا يمكن استخدام أي أجهزه إلكترونية لعمل ذلك؛ لأنه من السهل الوصول لها والتجسس عليها". 

وأضاف: "لكن القيادة قامت بعمل حيلة لتوصيل تلك الترددات أو التعليمات إلينا وهى فتح ثغرة بخليج السويس ووضع التعليمات بعلب بلاستيكية معينة تسرى مع اتجاه الرياح لتصل إلينا في منطقه تسمى ( الكرنتينة) قبل منطقة عيون موسى بمسافة قصيرة وهكذا فهي حيلة حكيمة وفى نفس الوقت بسيطة ولم يتم كشفها في ذلك الوقت من جانب العدو".

وتابع: "أما عن المواقف التي تدل على رفع الروح المعنوية للجيش في أصعب الأوقات التي تمر عليه فهي كثيرة، فقال إن من بينها الفرقة التي كان يخدم بها وهى الفرقة التاسعة عشرة". 

وأضاف: "إن فرقة أخرى وهى الفرقة السابعة، في يوم الثامن عشر من أكتوبر كنا نتمركز عند منطقة تسمى الشرق بسيناء أمام النفق بنحو أربعة أو خمسة كيلو مترات وسمعنا عن أن هناك ثغرة حدثت بيننا وبين الجيش الثاني لكن كنا نظن بأنها شائعات ولكن القيادات تأكدت من هذا الأمر وبالفعل أصبحنا قوات محاصرة ولكن القيادات بدأت تشد من عزيمتنا وتعمل على رفع الروح المعنوية لنا وتحفيزنا".

واستطرد: "بالفعل بدأنا نزيد من الضغط تجاه الجيش الإسرائيلي باتجاه الشرق وفى عمل خطط لتطوير الهجوم وأطلقوا علينا في ذلك الوقت اسم ( قوات بدر) وإننا سنكون قوات مميزة عن غيرنا وهذا بالطبع لرفع الروح المعنوية لنا في ذلك التوقيت حتى حدثت الانفراجة من هذا الحصار بعد فترة معينة".

ويعود مرة أخرى كساب ويعرب عن مدى فخره لمشاركته في حرب أكتوبر وتأكيد أن مدى وحدة الروح والهدف والعزيمة بها ليس من المشاركين فيها فقط لكن من الشعب كله.
الجريدة الرسمية