رئيس التحرير
عصام كامل

«حلاق الرؤساء»: «مبارك» أصبح «ضعيفا» لكن يمتلك «عقل طيارين».. الرئيس الأسبق كان ينوي تقديم استقالته بعد وفاة حفيده.. و«بطانته» أحبطت محاولاته لترك الس

محمود لبيب - حلاق
محمود لبيب - حلاق الرؤساء

نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية حوارا مع محمود لبيب، حلاق رؤساء مصر منذ الرئيس الراحل أنور السادات إلى الرئيس الأسبق حسني مبارك.. وأكد فيه أن جسد "مبارك" أصبح ضعيفا عن ذي قبل، لكن عقله ما زال يعمل جيدا كعقل الطيارين، مشددا على أن الرئيس الأسبق كان ينوي تقديم استقالته عقب وفاة حفيده، إلا أن بطانته أفشلت كل محاولاته لترك السلطة.


وأشارت المجلة إلى أن محمود لبيب "75 عامًا" لم يصدق نفسه عندما اتصل به في أواخر أغسطس لكي يأتي لمبارك في المستشفي العسكري الذي يقع في ضاحية المعادي بعد خروجه من السجن الذي دام عامين.

وأضافت: إن محمود كان يحلق شعر مبارك منذ كان نائبا للرئيس ويعرف أبناءه عندما كانوا صبية صغارا يركضون بالتيشيرت والشورت القصير، وظل يحلق لمبارك لمدة ثلاثة عقود وهو رئيس لمصر.

وقال محمود: إن مبارك رجل قليل الكلام فطوال المدة لذهابه له لم يتحدث معه ولم يقل له سوي السلام ورده وعليكم السلام ولكن وسائل الإعلام صورته مثل الرجل المهووس الذي يريد ترك السلطة لأسرته وهو يائس ليجد وسيلة لترك منصبه في السنوات الأخيرة ولكن أحبطت محاولاته من قبل بطانته.

ولفتت المجلة إلى وجود صورة لمحمود مع الرئيس الراحل أنور السادات الذي أوضح أن الصورة التقطت له عن طريق الصدفة ولم يسع مثل الآخرين لالتقاط صور مع المشاهير، موضحا أنه كان يحلق لنجل الرئيس جمال عبد الناصر عندما كان في سن المراهقة وكان يحلق للسادات وإلي الآن يحلق لمبارك.

وأضافت: أن محمود ما زال يحب السادات ويصفه بالرجل الحكيم وبملح الأرض، وقال محمود عندما حلقت للسادات رأسه قبل سفره لاتفاقية كامب ديفيد سأله عن فلسطين فأجابه بمثل إذا أحد أخذ منك المحل الذي تمتلكه وطردك خارجه وليس باستطاعتك رجوع المحل وجاء طرف آخر أعطاك كرسي بداخل المحل فهل ترفض أم تقبل لتستعيد محلك؟ فأجابه محمود آخذ الكرسي لأنه من الغباء ألا أخذ ما هو متاح.

وذكرت المجلة أن عند ذهاب محمود لمبارك لحلق شعره في أواخر أغسطس في المستشفي العسكري، استقبله بترحاب وقبله من الخدين وعانقه وصافحه ولكن كان مبارك هذيلا وضعيفا عن ما كان من قبل جسديا ولكن عقله يعمل جيدا، عقل طيارين.

وأكد محمود أن سنوات مبارك كانت أفضل بكثير بعد تولي الإخوان الحكم حيث شهدت البلاد حالة من الفوضي، وقال محمود: إن الرئيس غير راض عن ما حدث وتساءل كم من الوقت سيستغرق لإصلاح مصر وأخذ محمود يمدح في عقل مبارك.

وأعرب محمود عن أسفه لحبس نجلي مبارك ووضعهما في سجن طرة بتهمة الفساد وتطرق إلى موضوع خلافة جمال لرئاسة مصر، وتذكر عندما قال مبارك له: إن مصر كبيرة جدا وجمال لا يمكنه التعامل مع ذلك وأن مبارك كان يرغب في تقديم استقالته وخاصة بعد وفاة حفيده في عام 2009 ولكن المخاوف من تسليم السلطة لابنه جمال هي التي أدت إلى الاحتجاجات الشعبية والإطاحة به.

ورأت المجلة أن محمود يتحدث عن مبارك وأسرته كما لو كانوا ضحايا وأن الناس من حولهم هي التي خربت البلد ويلقي باللوم على الأيادي الخفية التي قوضت جهود مبارك ونسيت جهوده طوال الأعوام الماضية.
الجريدة الرسمية