رئيس التحرير
عصام كامل

سموم أبو الفتوح


عندما قرر أبو الفتوح أن يرشح نفسه لانتخابات الرئاسة على غير رغبة بقية قادة الإخوان، واضطر للاستقالة من جماعته، قال بوضوح إنه استقال منها تنظيميًا ولم يستقل وجدانيًا وأيديولوجيًا.. لذلك في وقت الحسم انحاز أبو الفتوح بوضوح إلى الإخوان، في مواجهة الشعب الذي لفظهم، ورفض حكمهم وتحكمهم واستبدادهم.


لقد حاول أبو الفتوح إخفاء انحيازه هذا لإخوانه وجماعته، ببعض التصريحات الناقدة أحيانًا لقادة هذه الجماعة ومواقفهم، لكنه أخفق في ذلك، فاضطر أخيرًا إلى إعلان انحيازه لهذه الجماعة، رغم أنها أعلنت الحرب على الشعب والجيش معًا.. فهو يتخذ الآن ذات المواقف التي تتخذها الجماعة وتنظيمها الدولى.. ومثلما تهددنا الجماعة باستمرار العنف، وشل حياتنا انتقاما منا على الإطاحة بمرسي، فإنه هو الآخر خرج قبل أيام يهدد بصراع دائم ويومى، إذا لم نقبل بمطالب الإخوان، أو إذا لم نفرج عن قادتهم، وتوفقنا عن محاكمتهم عما ارتكبوه من جرائم في حق وطنهم، وسمحنا لهم بمخالفة القانون، واستخدام ذات الأساليب غير المشروعة للعودة إلى الحكم!

إن أبو الفتوح خرج علينا مؤخرًا ببيان أو تصريح ينفى فيه الأنباء التي ترددت حول اختيار التنظيم الدولى للإخوان له مرشحًا للرئاسة في الانتخابات الرئاسية المقبلة في البلاد بمباركة الإخوان، واختيار حزبه كيانًا يشارك من خلاله الإخوان في الانتخابات البرلمانية القادمة بدلًا من حزبهم «الحرية والعدالة»، واعتبر أبو الفتوح أن من يروجون هذه الأنباء يريدون النيل منه وتشويهه.. لكن الرجل تجاهل ما يقول به نفسه وما يتخذه من مواقف تتطابق ولا تتشابه فقط مع مواقف الإخوان في مصر.. فهو يعتبر على خلاف الأغلبية الساحقة من الشعب ما حدث في الثالث من يوليو انقلابًا عسكريًا.. وهو أيضًا يصف المساءلات القانونية للإخوان على ما ارتكبوه من جرائم عنف اعتقالات سياسية.. وهو كذلك يردد ذات المطالب التي يهتف بها متظاهرو الإخوان في الشوارع، ربما باستثناء شىء واحد فقط وهو عودة مرسي للحكم، لأنه يرى في نفسه أنه الأحق بهذا الحكم من مرسي الذي رشحته الجماعة، فيما حجبت عنه حق الترشح في انتخابات الرئاسية!

وهكذا.. الإخوانى أبو الفتوح هو الباقى أو المستمر حتى الآن، أما الثورى أبو الفتوح كما حاول أن يسوق نفسه لنا ويغرر بقطاعات من شبابنا فقد انفضح أمره، تغلبت أيديولوجية أبو الفتوح على خصوماته القديمة مع قادة الجماعة، الذين سبق أن أطاحوا به من مكتب الإرشاد، واستخدموا صديقه السابق عصام العريان في ضربه، كما رتب لذلك الشاطر ومحمود عزت معًا ومعهما بديع.. لذلك يجب أن نكون على يقظة كاملة في التعامل مع أبو الفتوح إذا ما رشح نفسه مجددا لانتخابات الرئاسة.. إنه لا يختلف عن مرسي في شىء سوى في الدهاء والمكر والغش والخداع.. فهو أكثر مكرًا ودهاءً وأكثر قدرة من مرسي على المكر والخداع.

يا سادة ليس بين الإخوان الآن حمائم وصقور مثلما كان البعض منا يتصور أو يضلل نفسه ويضللنا معه.. ألم يكن عصام العريان واحدًا من الحمائم ذات يوم، وهو الآن لا يكف عن تحريض الإخوان على العنف وشل الحياة وتعطيل الدراسة في المدارس والجامعات؟ ألم يكن الكتاتنى يقدم نفسه كواحد من الحمائم أيضا لنا وهو الذي دعا مرسي ليتجاهل غضب الشعب قبل ساعات من الانفجار الشعبى في الثلاثين من يونيو؟!

إذن لا يجب أن يخدعنا مرة أخرى أبو الفتوح بتكذيباته الصورية للحقائق، لأن مواقفه واضحة ومكشوفة.. وأبو الفتوح الذي يكذب دعم التنظيم الدولى للإخوان له الآن نسى أن هذا التنظيم سعى لدعمه من قبل والتوفيق بينه وبين قادة جماعته في مصر من قبل.. أليس هذا ما قام به الغنوشى ومعه القرضاوى؟

أبو الفتوح إخوانى صميم وأفكاره لا تختلف عن أفكار بقية قادة الجماعة سواء المحبوسين الآن أو المطاردين.. وهذه الأفكار سموم خطيرة فاحذروها !
الجريدة الرسمية