رئيس التحرير
عصام كامل

الذكرى الـ40 لنصر أكتوبر.. احتفال للصمود أمام محاولات إضعاف مصر.. المؤسسة العسكرية أهدت مصر نصر 6 أكتوبر.. و«خارطة الطريق» ترسم ملامح المستقبل.. وفرحة المصريين تكتمل بالنصر على الإرهاب وتنمي

الاحتفالات بنصر أكتوبر
الاحتفالات بنصر أكتوبر - صورة أرشيفية

عروض جوية في السماء، واحتفالات على الأرض في التحرير وسائر ميادين مصر تستلهم روح نصر أكتوبر وتقرأ الفاتحة على روح الشهداء من رجال القوات المسلحة والشرطة وتبعث إليهم تحية إجلال وإكبار لشهداء مصر الأبرار في معارك الشرف والبطولة من حرب أكتوبر إلى حرب مصر ضد الإرهاب.


ويستدعى نصر حرب أكتوبر سجلا مشرفا لأحداث كبرى في تاريخ مصر ومرحلة مصيرية من كفاح شعب، حيث يستمد منه إلهاما متجددا يشحذ الهمم والعزائم ويعزز قيم الوطنية والانتماء لمصر وأرضها ورغم مرور 40 عاما على حرب 6 أكتوبر 1973 المجيدة، إلا أن ردود الأفعال والأسرار والتعليقات والتحليلات مازالت متواصلة حيث شكل هذا الانتصار علامة فارقة في تاريخ منطقة الشرق الأوسط بالكامل بعبور القوات المسلحة المصرية المانع المائى الملغم بالنابالم ومفاجأة العدو برجولة وبسالة وشجاعة المقاتل المصري الذي حطم خط بارليف لتعبر مصر من الهزيمة إلى النصر مسلحة بتخطيط سياسي على أعلى مستوى وضعه قادة الدولة لتلك المعركة التي حملت استعداداتها شعار "الصبر والصمت".

ذكرى احتفالات أكتوبر هي استعادة لصفحة خالدة في كتاب الوطن وأحداث مصيرية في تاريخها المعاصر، لقد أعاد نصر أكتوبر لمصر عزتها وللعسكرية المصرية اعتبارها وكرامتها، حيث حرر جنود مصر سيناء بعد 6 سنوات من الأسر والصبر والتدريب والتسليح والاستعدادات التي تخدم أهداف المعركة.

ويحمل نصر أكتوبر هذا العام مذاقا خاصا وجديدا للمصريين، حيث تفتح احتفالاته ذراعيها لكل طوائف الشعب وتحمل مظاهر مختلفة عن أي احتفال سابق بذكرى حرب أكتوبر 1973، فقد حان الوقت إلى الانتقال لمرحلة جديدة للتعامل مع هذه المناسبة.

واحتفال هذا العام هو احتفال للصمود أمام محاولات إضعاف مصر، واحتفال لتكريم انحياز المؤسسة العسكرية لإرادة شعبية خرجت من 25 يناير2011 تطالب بالحرية والعدالة الاجتماعية وأخرى انتفضت في 30 يونيو تعزل رئيسا، انحاز لأهله وعشيرته دون باقى طوائف الشعب، ودعا في العام الماضى قتلة بطل الحرب والسلام الرئيس الراحل أنور السادات لحضور الاحتفال.

انتصار أكتوبر كان انتصارا للقومية العربية المساندة لمصر خاصة من السعودية والإمارات والبحرين والكويت والأردن وسوريا، وعلى الرغم من مرور 40 عاما على هذا الانتصار، فإن آثاره لا تزال تشغل الرأى العام العربى والعالمى، ولا تزال دروسها قابلة للاستلهام رغم التغيرات التي طرأت على النظام السياسي العالمى وعلى الخريطة الجيوسياسية للعالم العربى.

ويأمل المصريون أن تدشن الذكرى الأربعين لنصر أكتوبر، التي تمر غدا، خطوات واسعة جديدة نحو المستقبل بخارطة طريق رسمت ملامحها المؤسسة العسكرية، ذات المؤسسة التي أهدت مصر نصر 6 أكتوبر، كما يأملوا أن يحمل هذا الاحتفال نهضة صناعية وتشغيل لمئات المصانع، وتوفير فرص عمل، وإنشاء مشروعات صناعية وزراعية كبرى، الأمر الذي يستقطب ملايين الشباب ويفتح أمامهم فرص العمل على أرض وطنهم وبهذا تختفى ظاهرة هروبهم للخارج.

وينتظر المصريون في ذكرى نصر أكتوبر ترجمة حقيقية لمعنى النصر على الأرض لكى يتحقق العبور لمصر الحديثة، وفرحتهم الكبرى ستكون بالنصر الكبير على الإرهاب وتجفيف منابعه والانتهاء من تطهير سيناء من بؤره وغلق الأنفاق.

حرب أكتوبر التي أبهرت العالم ومازالت تدرس هي أكبر دليل على عظمة هذا الشعب حين يصمم على الخروج منتصرا فهو قادر على تغيير الواقع للأفضل وتظل حرب أكتوبر هي التجسيد الحى لحلم المصريين وإرادتهم القوية في تحرير الإرادة المصرية من كل أشكال التبعية للغرب.

وستبقى حرب أكتوبر رمزا لعظمة مصر وصلابة إرادتها ولعزم المصريين وتمسكهم بكرامتهم الوطنية، كما ستبقى برهانا حيا ومتجددا على شموخ قواتنا المسلحة وشجاعة وتضحيات أبطالها، وما أحوجنا إلى نصر جديد على غرار نصر أكتوبر في معركة ضد قوى الجهل والظلام والرجعية وانتصارها يحقق عبورا نحو مستقبل أفضل للتقدم واستقرار الوطن.
الجريدة الرسمية