نجيب محفوظ يتنبأ بمصرع السادات في "ليالي ألف ليلة وليلة"
في أحلام فترة النقاهة كتب الأديب العالمى نجيب محفوظ مقالًا بعنوان "تنبأت بمصرع السادات في ليالى ألف ليلة وليلة".
وقال فيه: "الغريب أنى كتبت رواية بداية ونهاية سنة ١٩٤٦ميلادية ونشرتها عام ١٩٤٨ وبعد الثورة كنت أجلس مع الناقد أحمد عباس صالح وكان يحللها نقديًا لى، وكانت في تحليله كأنها نبوءة بما حدث".
وأضاف: "أصغيت إليه وظللت أقارن بين حوادث الرواية وبين ما حدث، فحدث لى ذهول للتطابق ولكن أثناء كتابتها قبل الثورة ما دار شىء من هذا في ذهنى، والأمر الذي لا شك فيه أنى كتبت الرواية ولم أكن أشعر بأى درجة أننى أتنبأ بمستقبل ما ولذلك فأنا أستغرب بأن الأعمال التي تنتهى بتنبؤات، كيف تتكون وكيف يفهمان صاحبها.
وتابع: "هذا يقتضى التأمل وكان في شلتنا في قهوة عرابى بالعباسية عدد من الضباط الأحرار لم يقولوا لنا شيئًا ولم أكن أتصور أن الجيش يمكن أن يتحرك مع وجود الاحتلال الإنجليزى ولا أستطيع أن أدعى أن النبوءة جاءت بتخطيط ولكن المذهل فيها تطابقها مع ما حدث".
ووضح "أتذكر أننا كنا حاضرين في ندوة المؤتمر الإسلامى عندما كان السادات رئيسه وكان فيها يوسف السباعى وخالد محى الدين وطه حسين وعندما سلمت على السادات بصفته رئيس اللجنة المنظمة قال - أنا قرأت بداية ونهاية.. كيف تجعل الضابط ينتحر ده إحنا الضابط".
وأضاف: "أتذكر أول ما عرفت السادات عرفته عند إحسان عبدالقدوس حيث كنت ذاهبًا هناك لأحصل على أمر نشر رواية خان الخليلى في الكتاب الذهبى عام ١٩٥٣ ولما سلمت عليه قال ضاحكًا - أنت تعبتنا وأحزنتنا ببطل خان الخليلى، ده أنت عاوزنا نعيط".
وقال: "قد قيل أن حميدة بطلة زقاق المدق ترمز لمصر وأنا ذهلت ورجعت إلى الرواية أتأمل حميدة فوجد بها فتاة متطلعة إلى أعلى فاستغلها سماسرة وباعوها إلى الأجانب فضاعت".
وتابع: "كذلك في اللص والكلاب وثرثرة فوق النيل ونبوءة مصرع السادات في رواية ليالى ألف ليلة والحمد لله أن هذه الرواية نشرت في جريدة مايو - جريدة السادات - فلو أنها تأخرت أسبوعين لم تكن ستنشر، وقد كتبها قبل مصرع السادات بسنة تقريبا".