رئيس التحرير
عصام كامل

عيد عبد الحليم :الثورة تحولت إلى كعكة يسعى كثيرون لالتهامها

احداث ثورة يناير
احداث ثورة يناير

قال الشاعر عيد عبد  الحليم، رئيس تحرير مجلة "أدب ونقد" : إ"ن الثورة فى بدايتها كانت مبشرة جدا بفتح أفق سياسى واجتماعى للمواطن المصرى عامة، وتأكيد فكرة الحرية التى غابت لأكثر من 30 عاما، لكنها للأسف ككل شيء جميل فى هذا البلد الطيب، تحولت بعد الـ 18 يوما الأولى إلى مجرد غنيمة سعى الكثيرون إلى التهامها، فضاعت أحلام كثيرة كنا نرجوها من هذه الثورة المباركة".


واستطرد عيد عبد  الحليم، فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط بمناسبة مرور عامين على الثورة، ليؤكد أنه مع ذلك ما زال الأمل معقودا على العقل المصرى للخروج من هذه الكبوة، وهذا يتمثل فى تحرير الشخصية المصرية من بعض عاداتها السيئة، فهى شخصية جميلة لكنها تحب أن تعمل بشكل منفرد ولا تُؤمِن بالعقلية الجمعية.

وأوضح أنه ربما كانت أيام الثورة الأولى حدثًا فريدا لهذه العقلية التى تجمعت لأول مرة، لكن سرعان ما داهمها هذا المرض العضال مرة أخرى، وهذا أيضا لا ينفصل عن أزمة المثقف قبل وبعد الثورة، فهو التجلى الأبرز لانقسام هذه الشخصية على نفسها، ودليلنا على ذلك هو أننا لم نر فعلا جماعيا لا قبل الثورة ولا بعدها من قِبَل المثقفين، كل ما هنالك كان مجرد رد فعل لا فعل.

وقال الشاعر عيد عبد  الحليم : "إن معضلة الثقافة المصرية تتمثل فى أنها ثقافة رد فعل تنتظر دائما المبادرات من غيرها، إما بالسلب أو بالإيجاب، ثم تقف فى موقع من يصدّ الهجوم، وهذا ما رأيناه فى تكوين بعض الجبهات مثل جبهة الثقافة المستقلة والجبهة الوطنية للدفاع عن حرية الإبداع وغيرها من جبهات سرعان ما تنتهى بعد عدة اجتماعات؛ لأنها قائمة فى الأساس على بنية خاطئة، فالمثقف الحقيقى هو المثقف العضوى على حد تعبير جرامشى، وهو الذى يصنع الحدث ويكون فى مقدمة الصفوف دائما مرشدا ومعلما وفاتحا لطرق جديدة للحرية.

وأضاف أن المثقفين لعبوا دورا فى إشعال الثورة، فهناك جهود ساهمت فى التأسيس لفكرة الثورة إذا اعتبرنا أن الثقافة فعل تراكمى، وظهر ذلك جليا من خلال بعض الشباب الذين قادوا مسيرة الثورة فى أيامها الأولى، فبالتأكيد هؤلاء قرءوا بعض المُنجَز الإبداعى والفكرى؛ لأننى أرى أن الكلمة حتى ولو كان تأثيرها بطيئا إلا أنها تؤثر فى النهاية.

وقال: "أما ما يتعلق بإبداع الثورة فإننى أرى أنه إبداع لحظى، وهذا أمر مطلوب، حتى ولو كان ضعيفا نسبيا، ولكن مع مرور الوقت من الممكن أن يكون هناك إبداع أقوى ؛ لأنه بطبيعة الثورات فى العالم بعدها مباشرة تتغير النظريات الأدبية والفنية ، وتظهر أشكال إبداعية جديدة، رأينا ذلك فى مصر بعد ثورة يوليو، حيث ظهر الشعر الحديث بغزارة وتحول الزجل إلى شعر عامية، وكذلك نظريات النقد".
الجريدة الرسمية