رئيس التحرير
عصام كامل

المرزوقى يعظ!


السيد المرزوقي، الرئيس المؤقت لتونس جاء يكحلها عماها، كما يقول المثل الشعبي المصري.. فبعد أن قال بعد غضبنا من تصريحاته المستفزة إنه لا يقصد التدخل في شئون مصر الداخلية، خرج علينا في حديثه للفضائية الأمريكية الشهيرة «سي.إن.إن» ليقول ما هو أسوأ من تصريحاته الأولي التي طالبنا فيها بالإفراج عن قادة الإخوان، لقد خرج ليعظ بعد أن لبس ثوب الرجل الديمقراطي!


فها هو يقول إنه فوجئ بل ومصدوم من وجود ليبراليين ونشطاء حقوق إنسان يدعمون عزل رئيس تم انتخابه ديمقراطيا ويقبلون هذا الحجم من العنف ضد الشعب.. ولذلك فإن ما يحصل في مصر سيكون شديد الخطورة عليها وعلي المنطقة كلها وعلي الديمقراطية أيضا!

ياه، السيد المرزوقي الذي قال لنا إنه لا يتدخل في شئوننا الداخلية يصر على مناصرة الإخوان والدفاع عنهم حتي آخر مدي.. ونحن بالطبع لسنا في مجال اتهام الرئيس التونسي المؤقت.. إن ما حدث في مصر ليس عزلا لرئيس منتخب وإنما هو عزل لرئيس مستبد وفاشل وأن العزل تم بإرادة الشعب الذي انتخبه بعض أفراده من قبل فضلا عن أن مرسي كان رئيسا منتخبا أمر مشكوك فيه، لأن هذه الانتخابات أصلا مطعون في سلامتها ونظافتها لما شابها من تزوير فج، كذلك لسنا بحاجة لأن نفهم الرئيس التونسي المؤقت أن من يمارس العنف ضد الشعب هم الإخوان الذين يدافع عنهم وأن الليبراليين ونشطاء حقوق الإنسان في مصر يرفضون ويشجبون ذلك.

ولكننا نحن نحتاج لأن ننبه الرئيس التونسي المؤقت لأن يهتم بما يحدث في بلاده أولا في ظل المعارضة التي تتصاعد الآن داخل تونس ضد سيطرة إخوان تونس على الأوضاع فيها.. والأولي بالسيد المرزوقي أن يصحح وضعه هو شخصيا لقد تولي منصب الرئيس في ظل اتفاقه مع صديقه الغنوشى لفترة مؤقتة لكن هذه الفترة طالت ولم يحاول السيد المرزوقي المؤقت أن ينبه صديقه لتصحيح هذا الخطأ غير الديمقراطي إذا كان حريصا إلى هذا الحد على الديمقراطية.
الجريدة الرسمية