رئيس التحرير
عصام كامل

بعد عودتهما إلى الجمهورية والتليفزيون.. تعظيم سلام!


كنت وما زلت واحدا ممن يرون أن السياسي الشاطر هو من يرتب أولوياته ومعاركه ترتيبا صحيحا.. يقدم الأهم علي المهم.. والحاضر علي الآجل.. والجذري علي الثانوي.. لا يدخل أكثر من معركة في وقت واحد إلا إذا تساوي الخطر.. والأهم: ألا يتبرع لخصومه بتقديم خدمات مجانية لهم..!


ووفقا لذلك، كان لابد من قليل من الصبر علي الإدارة الجديدة في مصر لتضع نفسها علي الطريق الصحيح.. ولا توجد دولة تسير علي الطريق الصحيح وهي لا تحترم أحكام القضاء.. ولا توجد دولة تسير علي طريق الديمقراطية وهي تعصف بحريات وحقوق الآخرين.. فما بالكم وأن هؤلاء الآخرين كانوا ممن ظلموا في العهد الذي جاءت بدلا منه الإدارة الجديدة وبالطريق الشعبي الصحيح.. هنا.. لابد أن تعود الحقوق إلي أصحابها.. وربما مشفوعة بكل آيات التكريم والتقدير.. والرغبة في تعويضهم ما فاتهم جراء ظلم تعرضوا له..

واستنادا علي كل ذلك.. كان لابد من عودة الأخ والصديق العزيز الأستاذ جمال عبد الرحيم رئيس تحرير الجمهورية المحترم إلي موقعه الذي بعد عنه ظلما وجهلا وتخلفا وتآمرا.. وقد أعاده القضاء ولا فضل لأحد عليه غير إرادة رب العالمين..

وكذلك أن تعود إلي التليفزيون المصري من اتهموها بمعاداة الإخوان.. والنظام الراحل.. الأخت العزيزة الأستاذة عزة الحناوي الموهوبة المحترمة.. أوقفوها ومنعوها وأبعدوها عن برنامجها.. غدرا وظلما أيضا.. وها هو القضاء يعيدها بعد مشوار طويل من المرارة والمعاناة والألم.. والحال علي الجانبين.. فقد مر الأمر عليهما دهرا دهرا.. مدفوع مقدما من صحتهما.. وراحتهما.. وأعصابهما.. وهي أشياء لا يعوضها تعويض.. ولا يعيدها أي عائد.. لكن وقبل نفاد الصبر علي معيار الطريق الصحيح للإدارة الجديدة أبلغتني الأستاذة عزة بعودتها فعلا إلي برنامجها وسيبدأ غدا السبت تقريبا.. فقلت لها: "لو تأجل القرار يوما واحدا لكنت قد كتبت عن الموضوع يا أستاذة ومعه موضوع الأستاذ جمال عبد الرحيم.. الذي لا نعرف سببا وراء تأخر المجلس الأعلي للصحافة عن حسمه" وفي اليوم التالي عاد جمال عبد الرحيم إلي مكانه المغتصب فعلا!

ألف مبروك لهما ولنا.. مبروك لهما العودة ومبروك لنا عودتهما.. وكذلك مبروك تأكدنا أننا نسير علي الطريق الصحيح.. احترام أحكام القضاء وتصحيح خطايا الإخوان وعدم تسلط تيار بعينه علي مقادير الأعلي للصحافة.. كلها معايير عادلة ومحترمة للقياس عليها ولا نملك إلا القول: تعظيم سلام لكل صاحب قرار شريف ونزيه!
الجريدة الرسمية