رئيس التحرير
عصام كامل

الدكتور سعد الدين إبراهيم فى حوار لـ"فيتو": شفيق لعب دورًا مهمّا فى ثورة 30 يونيو ولا أستبعد فوزه بالرئاسة

فيتو


  • أمير قطر سيفيق على موقفه المشين تجاه مصر قريبا
  • صراع الجنرالات على رئاسة مصر محسوم لصالح السيسي
  • اردوغان لن يستمر طويلا والمظاهرات هناك ستطيح به قريبا
  • هذه أسرار تغيير موقف أوباما تجاه مصر
  • موقف أقباط مصر من حرق الكنائس مشرّف ويستحق كل احترام
  • من الأفضل لمصر فى هذه المرحلة أن يكون رئيسها عسكريّا
  • الإخوان سيبدءون لعب دور الضحية لكسب تعاطف الناس معهم
  • ليس أمام أمريكا خيار آخر سوى التصالح مع مصر من أجل مصالحها فى المنطقة
  • السلفيون لا يقلون سوءًا عن الإخوان المسلمين
  • حزب النور طلب مني فتح قنوات اتصال مع الأمريكان وتهيأ للحكم كبديل للإخوان


قال الدكتور سعد الدين إ
براهيم أستاذ علم الاجتماع السياسى بالجامعة الأمريكية ورئيس مركز ابن خلدون: إن الفريق عبد الفتاح السيسى هو رئيس مصر القادم وإن الشعب المصرى سيخرج للميادين للمطالبة بترشحه للرئاسة.

وأوضح فى حوار لـ"فيتو" أن فى حالة عدم ترشحة لا يستبعد أن يكون أحمد شفيق هو الرئيس القادم ولفت إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية غيرت من نبرتها نحو مصر بسبب ضغوط شديدة تعرض لها الرئيس أوباما من البنتاجون ومن الشعب الأمريكى وقال إن جماعة الإخوان كانت تخطط لهدم الدولة وبنائها من جديد بما يتناسب مع تحويل مصر من دولة إلى إمارة تابعة لهم.

وكشف مدير مركز ابن خلدون عن أن الإخوان سيبدءون لعب دور الضحية لكسب تعاطف الناس معهم كما كشف عن أن رئيس وزراء تركيا سيطيح به الأتراك قريبا وأن تونس ستنتفض رافضة حكم الإخوان وستكون قطر على علاقة جيدة مع مصر بعد أن ينتهى الإخوان، والحوار التالى يكشف المزيد:

- بداية ما سر تحول الموقف الأمريكى الأخير تجاه مصر؟
الولايات المتحدة فى كل الأحوال سواء مع الإخوان أو مع غيرهم لا تبحث إلا عن مصلحتها ومصلحة إسرائيل فقط وأمريكا ستستمر مجبرة في الحفاظ على العلاقة الاستراتيجية مع مصر لأنها تعرف أن مصر ليست دولة صغيرة أو دولة محدودة فهم يعرفون مدى قوة مصر فى المنطقة وهى حريصة كل الحرص على مصالحها التي تحافظ على احترام معاهدة السلام مع إسرائيل وهى فى أشد الحاجة لدعم مصر فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني ومن هنا فإن الأمريكان لا يمكنهم أن يخسروا مصر وهى حليف مهم تتصارع عليه روسيا فى المقابل ولن تتركه الولايات المتحدة بل سيكون هناك دعم كامل لمصر فى الأيام القادمة خاصة بعد نجاح الجيش وفرض السيطرة على الكاملة على أمن مصر وخلوها من الجماعات الإرهابية وأيضا جماعة الإخوان المسلمين وهم يدركون أهمية الجيش المصرى فى إدارة المرحلة التى تعيشها مصر الآن أضف إلى ذلك أن هناك ضغطا على البيت الأبيض من بعض المؤسسات الأمريكية كالبنتاجون والمجتمع الأمريكى والحزب المنافس لأوباما ومن هنا كان هذا التحول نتيجة لعدم خسارة حليف مهم فى الشرق الأوسط وهى مصر وبخصوص ما يشاع عن قطع المعونة الأمريكية فلن يتم قطعها لأن هناك مصالح حيوية مشتركة لا يمكن إغفالها.

- وماذا عن موقف قطر وتركيا من مصر خاصة بعد هذا العداء؟
موقف قطر من مصر مشين لها وسيفيق قريبا عليه أمير قطر وسيدرك أن مصر محور مهم له يجب أن يحسن علاقته معها ولن يدوم طويلا خاصة بعد أن تسقط تونس وحكومتها لأن قطر هى الراعى للإخوان فى المنطقة العربية لوجود القرضاوى بها وتأثر العائلة الحاكمة به ورئيس وزراء تركيا أردوغان لن يستمر طويلا فالمظاهرات هناك ستطيح به قريبا.

- فى رؤيتك ماذا عن مستقبل مصر القادم بعد الإطاحة بالإخوان؟
دعنى أوضح لك أن جماعة الإخوان كانت تخطط لهدم الدولة وبنائها من جديد بما يتناسب مع تحويل مصر من دولة إلى إمارة تابعة لهم، وسيبدءون لعب دور الضحية لكسب تعاطف الناس معهم مصر، لكن لن يكون هناك إخوان فى العالم بعد سقوطهم فى مصر وستنتهى هذه الجماعة قريبا جدا، لكن إذا سارت على هذا النحو فسيكون مستقبلها جيدا خاصة إذا كانت فى قيادة الفريق عبد الفتاح السيسي لأن هذا الرجل يدرك تماما الواقع المصرى فى العالم ويعى مكانة مصر بين فكى أقطاب العالم من الدول الكبرى ويجيد المراوغة والخروج بالوطن من كل الصراعات التى أحيكت له فى يوم من الأيام.

- هناك صراع بين أربعة جنرالات على رئاسة مصر من تتوقع أن يكون رئيس مصر القادم منهم؟
أولا لابد أن نعرف أن من الأفضل لمصر فى هذه المرحلة أن يكون رئيسها عسكريا استراتيجيا لأنه يدرك كيفية الحياة الاستراتيجية فى العالم ويعى تماما الصراع الاستراتيجى فى المنطقة العربية لكن من ناحية الصراع بين جنرالات الجيش الأربعة الفريق شفيق وعنان وموافى والسيسي أعتقد أن الصراع سيحسم لصالح الفريق عبد الفتاح السيسي لأنه أحق أن يقود مصر فى هذه المرحلة ولكن ترشيحه لن يكون من تلقاء نفسه ولكنه بضغط من الشعب لأن يترشح وفى حال ترشحه للرئاسة ستحسم له بكل تأكيد وأنا أعتقد أن الشعب سيخرج للميادين للمطالبة بترشيح السيسي رئيسا لمصر.

- التقيت الفريق أحمد شفيق فى الإمارات، هل كان سبب لقائك له دعمه فى انتخابات الرئاسة القادمة؟
أولا علاقتى بالفريق أحمد شفيق منذ فترة ترشحه للرئاسة عندما التقيته وطلب منى أن أزوره فى فيلته التى يسكن فيها مع بناته وزرته بها وطلب منى أن أكتب له خطابين الأول أنه فاز بالانتخابات والآخر أنه سقط فى الانتخابات وبالفعل أعددت له الخطابين وزرت الإمارات لأننى كنت ضيفا فى قناة العربية وانتهى اللقاء ومكثت عدة أيام هناك التقيت فيها الفريق أحمد شفيق وكان بالفعل له دور كبير فى ثورة 30 يونيو لأنه زار دولا عديدة ليقنعها بأن ما حدث فى مصر ليس انقلابا بل ثورة وطرحت معه بعض الأمور التى تدور فى الساحة المصرية وخاصة عودته لمصر وترشحه للرئاسة.

- هل يمكن القول إنه فى حالة عدم ترشح الفريق السيسي للرئاسة سيكون شفيق الرئيس القادم لمصر؟
الفريق شفيق رجل وطنى ومخلص ولديه أطروحة جيدة لمصر ولا أستبعد أن يكون هو الرئيس القادم لمصر ومن الممكن أن يكون أحد غيره من الجنرالات الآخرين رئيسا لمصر.

- فى حالة ترشح الفريق شفيق فى مواجهة السيسي من منهم سيكون أحظى بدعم أمريكا والعالم؟
بالطبع الفريق السيسي سيحظى بأكبر دعم مصرى أولا ودعم دولى ثانيا والفريق شفيق أعتقد أنه لن يكون فى مواجهة مع الفريق السيسي لأنه يرفض ذلك ثم إن السيسي لديه نبرة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وهو ما يجعله مقربا من كل الأنظمة العربية والتى يمكن أن تكون ورقة ضغط على بعض الدول الرافضة لهذا الأمر وأنا أرى أن هناك اتصالات مكثفة بين الفريق السيسي ووزير الدفاع الأمريكى.

- خرج السلفيون ليؤكدوا أنهم لم يطلبوا وساطتك ليكونوا بديلا عن الإخوان فى حكم مصر، نريد توضيحا؟
السلفيون لا يقلون سوءا عن الإخوان المسلمين ولذلك كانوا حريصين كل الحرص أن تكون أمورهم فى كتمان وسرية بعيدة عن عيون الإخوان وكانوا غاضبين كثيرا لصعود الإخوان حتى وصفوا هذا الصعود بأنه تم على أكتافهم وطلبوا منى فتح قنوات اتصال مع الأمريكان وبالفعل نقلت هذا الأمر للإدارة الأمريكية وهيئوا نفسهم للحكم بشكل كبير وكبديل للإخوان.

- ما رؤيتك للدستور الجديد للبلاد الذى يتم وضعه الآن؟
أعتقد أنه سيكون دستورا مصريا خالصا كدستور 23 لأنه يجمع كل فئات المجتمع المصرى ولأول مرة تحدث فى تاريخنا يطلب من مركز ابن خلدون أن يضع مطالبه التى يراها فى الدستور وبالفعل وضعنا رؤيتنا فى بعض المواد الخاصة بالمواطنة وبعض الحقوق كحقوق الأقباط والمرأة ورؤيتنا للمواد المتعلقة بهوية مصر كالمادة الثانية من الدستور والمادة 219 التى وضعها الإخوان لأغراضهم.

- على ذكر حقوق الأقباط هل ستكون ذريعة أمريكا القادمة هى حماية الأقليات للتدخل فى شئون مصر؟
لا أعتقد ذلك لأن قداسة البابا تواضروس وأقباط مصر سدوا هذه الطريق أمام الإدارة الأمريكية وخاصة بعد أن قامت العناصر المنتمية للإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية المتشددة بحرق دور عبادة الأقباط واعتبر أقباط مصر أن هذا أمر عادي وهذا بالفعل موقف مشرف منهم يستحقون كل احترام عليه وبالتالى سوف يرفضون أى تدخل أمريكى فى الشأن المصرى بسببهم ولن يكون الأقباط مثل جماعة الإخوان باستدعاء الغرب للتدخل عسكريا فى مصر، فالأقباط مصريون ولن يقبلوا هذا الأمر ولن يكون أمام أمريكا خيار آخر سوى أن تتصالح مع الكيان المصرى من أجل مصالحها فى المنطقة ومع مصر.
الجريدة الرسمية