رئيس التحرير
عصام كامل

«الإخوان تكفُر بنعمة الجيش».. بيان «المحظورة»: عبدالناصر «عسكر» مصر والسيسي «تآمر» على مرسي.. القادة استغلوا أزمات الكهرباء والوقود لتنفيذ «انقلابهم».

قوات الجيش تحمي المتظاهرين-صورة
قوات الجيش تحمي المتظاهرين-صورة أرشيفية

هاجمت جماعة الإخوان المحظورة، قادة الجيش المصري، مؤكدة أن الدول تُنشئ جيوشها لتحمي نفسها وحدودها من أي عدوان خارجي وليس لإقحام هذه الجيوش في الحياة المدنية، على حد زعم الجماعة.


وقالت «الإخوان»، في بيان صادر عنها اليوم الخميس: إن الجيش المصري مر بعدة أطوار أثبتت على أرض الواقع صدق هذه الحقيقة، فبعد ثورة 23 يوليو 1952 وبدلا من إنشاء جيش قوى تم عسكرة الدولة وتعيين ضباط في كل وظيفة بالدولة وتم تعيين القائد العام للجيش من ضباط الثورة بعد ترقيته من رتبة رائد إلى رتبة لواء ثم إلى مشير دون أي دراسة أو تأهيل، واختار هو أتباعه لرئاسة الأسلحة والأفرع وتصرف في الجيش كما لو كان ضيعة يملكها أو مؤسسة ورثها، وانغمس في السياسة.

وزعمت «المحظورة» أن الجيش بعد «23 يوليو» ترأس لجنة تصفية الإقطاع وطارد المعارضين السياسيين، وانغمس القادة جميعًا في الشهوات مع الفنانين والفنانات، وانشغل بعضهم برئاسة الأندية الرياضية والمنافسات بينها، وحين جد الجد، وهدد الصهاينة حدودنا في سنة 1967 تم حشد الجنود بطريقة لا علم فيها ولا خبرة ولا خطة، وعندما بدأت المعركة انتهت بعد 6 ساعات بقرار الانسحاب الكامل من سيناء، وهزيمة مروعة فقدنا فيها سيناء والجولان وباقي أرض فلسطين في كارثة لا تقل عن نكبة 1948 ولا نزال نعيش في آثارها حتى اليوم.

وادعت جماعة الإخوان في بيانها اليوم، أنه بعد مرحلة النكسة وجيش ناصر -الذي ترك العسكرية وتفرغ للمدنية والشهرة - انخلع الجيش من إدارة الحياة المدنية وتفرغ للعسكرية وتولى القيادة قادة جدد يؤمنون بالتخصص ويعيدون إنشاء الجيش على أسس عسكرية بحتة، ومناهج علمية، وتدريبات شاقة في ظروف في غاية القسوة، حتى إذا بلغنا عام 1973 عبر الجنود قناة السويس وشعارهم «الله أكبر»، بعدما حاول صحفي النكبة - في إشارة للأستاذ محمد حسنين هيكل» أن يقلل من عزيمتهم في إمكانية تحطيمه مدعيا أنه يحتاج إلى قنبلة نووية لتحطيمه، فإذا بسواعد الرجال تزيله بخراطيم المياه وعزيمة المجاهدين وتأكدت الحقيقة أن الجيش إن تفرغ لمهمته وأخلص لها جهده نصره الله وسعد به شعبه.

وواصل البيان تجاوزاته قائلا: «بعد تولي الرئيس المخلوع الحكم؛ ونظرا لخلفيته العسكرية التي تقوم على ديكتاتورية الأمر والنهي، والتي تتناقض مع الديمقراطية وسيادة الشعب، ظل يحكم في ظل حالة الطوارئ لمدة 30 عامًا، يعتقل ويسجن، ويزور الانتخابات، ويمنع قيام الأحزاب الحقيقية ويمنع التعبير، ويصادر الصحف، ويجثم هو وحزبه على صدر الشعب، وينهب هو وبطانته ثروات الأمة ويهربونها للخارج، ويمهد لتوريث الحكم لابنه، وفي نفس الوقت يدينون بالتبعية الكاملة للسياسة الأمريكية والصهيونية، وفي هذا المناخ أسس العسكريون مؤسسات اقتصادية ضخمة حققوا من ورائها مزايا ضخمة؛ خصوصًا للقادة وذوي الرتب الكبيرة».

وذكر البيان: «وحينما قامت ثورة 25 يناير 2011 – الثورة الشعبية السلمية – وأسقطت رأس النظام ومؤسساته، وراحت تعمل على تحقيق سيادة الشعب وحريته وكرامته، والديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية، وكانت قد تمت انتخابات برلمانية فاز فيها الإسلاميون والإخوان على رأسهم، وانتخابات رئاسية فاز فيها محمد مرسي وهو إسلامي من الإخوان، ووضع دستور وافق عليه الشعب بنسبة 64%، وبعد حل مجلس الشعب بدأ الاستعداد لانتخابات مجلس آخر لتتم منظومة المؤسسات الدستورية».

واستمر البيان في هجومه على الجيش المصري، قائلا: «قادة الجيش تآمروا مع القوى الكارهة للثورة، والكارهة للإسلاميين، والكارهة لسيادة الشعب وحريته، والرافضة للديمقراطية، والخائفة من صناديق الانتخاب؛ واستغلوا غضب قطاع من الشعب من بعض الأزمات في المواد المعيشية مثل الوقود والكهرباء، وكانت أزمات مفتعلة، وكان هذا القطاع يطالب بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة فقط، لكن الجيش استخدمهم في القيام بانقلاب عسكري عزل فيه الرئيس واختطفه إلى مكان مجهول حتى الآن، وعطل الدستور المستفتي عليه، ثم تم حل مجلس الشورى، وقام وزير الدفاع بتعيين رئيس للجمهورية مؤقتا، واقترح خارطة للمستقبل هي بالضبط ما اقترحه الرئيس الشرعي المنتخب محمد مرسي لعلاج الأزمة السياسية في البلاد.

 إذًا فقد كان غرضهم وغرض من تآمروا معهم هو عزل الرئيس الشرعي وتعطيل الدستور»، على حد زعم الجماعة.

وذكر: «لم يكتفوا بذلك بل قاموا بمجزرة الحرس الجمهوري، ثم المنصة، ثم فض اعتصامي رابعة والنهضة، ثم مذبحة رمسيس، وميدان مصطفى محمود، وغيرها في الإسكندرية، وغيرها من المدن.. ولم يكتفوا بقتل الناس بالقناصة؛ وإنما قتلوا بعضهم بالحرق أحياء، وأجهزوا على الجرحى، وحرقوا عددًا من الجثث، وجرفوا البعض الآخر بالجرافات، ودفنوها في أماكن مجهولة، حتى بلغ عدد الشهداء نحو خمسة آلاف، إضافة إلى ألف من المفقودين وعشرة آلاف مصاب، كما حرقوا المساجد والمصاحف»، بحسب مزاعم عصابة البنا.

وركز البيان على «قيام الانقلابيين بمجازر كثيرة واقتحموا مدنا وقرى مصرية في الصعيد بالدبابات والمجنزرات والطائرات والقناصة والقوات الخاصة، في دلجا وكرداسة وناهيا والعياط، للقبض على المعارضين للانقلاب.

 إن انتشار قوات الجيش في الميادين والشوارع والمدن والقرى يقطع بأن الانقلابيين يشعرون بالضعف وفقدان الشرعية، ويستعيضون عن ذلك بنشر الأسلحة والجنود».

وتساءلت «الإخوان» في بيانها عن طبيعة مهام الجيش، قائلة: «هل هذه مهمة الجيش، هل التدخل في السياسة والسيطرة على الحكم، وقمع الناس وإرهابهم، هو دور الجيش، ومن إذا للحدود يحميها والبلاد يدافع عنها ضد الأعداء، وليس للعدوان على الشعب الأعزل؟.. إن هذا ما أسعد (دان حالوتس) رئيس الأركان الإسرائيلي الأسبق فقال إن انغماس الجيش المصري في السياسة سيضعفه على المدى الطويل، وقال الجنرال (رؤفين بيدهتسور) رئيس هيئة أركان سلاح الجو الإسرائيلي سابقًا: "إن ما فعله السيسي سيتيح تفوقًا كاسحًا لإسرائيل على العرب لزمن طويل"»، على حد وصف البيان.

ثم ذكرت «المحظورة»: «ولماذا نذهب بعيدا؛ ألم يقل السيسي نفسه إن الجيش لو نزل إلى الشارع فلا يتكلم أحد عن مصر 30 أو 40 سنة؟! أي أنها ستتخلف 30 أو 40 سنة إضافية؟.. فماذا نسمي ما فعله بانقلابه الدموي الإجرامي؟! إذا كان التاريخ يذكر قادة 1973 في أنصع صفحاته، فلا ريب أنه سيذكر قادة الانقلاب الدمويين القاتلين لإخوانهم المصريين مع نيرون وهولاكو وهتلر».

ونوه البيان: «أنه رغم هذه الصورة القاتمة فإن هناك صورة مبهرة وهي صورة الشعب المصري العظيم الذي يقاوم هذا الانقلاب مقاومة سلمية، بصدوره العارية، وأيديه الفارغة، وحناجره الجاهرة كل يوم، وفي معظم محافظات ومدن وقرى وميادين مصر، في مظاهرات حاشدة يشترك فيها الرجال والنساء والشباب والفتيات.. إننا اليوم في ذكرى نصر 6 أكتوبر 1973 نحتاج إلى نصر جديد؛ نصر يحققه الشعب – للأسف الشديد – على من انقلبوا عليه لمصالحهم الشخصية، وكان يدخرهم لنصرته وحمايته، أو يثوب الانقلابيون إلى رشدهم ويعودون إلى ثكناتهم ويحترمون إرادة شعبهم».

وفي نهاية البيان، دعت الجماعة الشعب المصري الصامد الكريم أن يستوعب الغالبية من جيشه، فهم أبناؤه وإخوانه.. «ويقيننا أن الأغلبية يرفضون خيانة أهلهم وشعبهم، ويرفضون أن يحسبوا مع الانقلابيين السفاحين».
الجريدة الرسمية