رئيس التحرير
عصام كامل

أهداف آشتون!


من السذاجة السياسية أن نقبل التفسير الذي يقول إن البارونة آشتون جاءت للقاهرة لأنها لم تتمكن في نيويورك من لقاء وزير خارجيتنا نبيل فهمي بسبب ازدحام أجندة كل منهما.. فلو كان ذلك التفسير حقيقيا لاقتصرت لقاءات مسئولة العلاقات الخارجية على وزير الخارجية والرئيس المؤقت ورئيس الوزراء الانتقالي.. فإن البارون آشتون رتبت قبل أن تأتي لزيارتنا لمجموعة من اللقاءات الأخرى والعديدة كان من بينها الإخوان وحلفاؤهم الذين ما زالوا يسمون أنفسهم تحالف دعم الشرعية.


لذلك لا مجال هنا لأن ننخدع في الأهداف الحقيقية لهذه الزيارة الجديدة التي تقوم بها آشتون لنا، وأيضا لما قالته آشتون للمتحدث باسم لجنة الخمسين "إن قضية الإخوان لم تعد تهمهم كأوروبيين".

نعم، إن أوربا وأمريكا من بعدها تتجه يوما بعد الآخر للاعتراف بالواقع المصري الجديد بعد ٣٠ يونيو، والسبب أننا في مصر فرضنا عليهم ذلك، لأننا نمضي في طريقنا ونصر على محاسبة كل من يعطل مسيرتنا من خلال العنف والبلطجة السياسية، وأيضا الإرهاب.. لكن هذا لا يعني أن الأمريكان قد تخلوا تماما عن أهدافهم في منطقتنا وبلدنا، وأنهم لا يفكرون في تخريب مسيرتنا السياسية وإجهاض رغبتنا في تحقيق نهضة اقتصادية حقيقية تختلف عن نهضة الإخوان الزائفة.. لذلك ما زال الأمريكان ومعهم الاتحاد الأوربي يراهنون على دور جديد للإخوان في العملية السياسية داخل مصر على أمل أن يكون لهم نصيب في كعكة السلطة الجديدة القادمة في مصر.

وهذا هو الهدف الحقيقي غير المعلن لزيارة آشتون لنا، فالأمريكان لا يفعلون كل شيء بأنفسهم وإنما يستعينون بأصدقائهم الأوروبيين كثيرا.. وهذا يفسر لنا سر الاتصالات الواسعة التي أجرتها آشتون وسر أن تتضمن هذه اللقاءات لقاء مع الإخوان وحلفائهم.. ولعل الحكومة المصرية فهمت هذا الهدف لذلك قررت في وجود آشتون بالقاهرة تشكيل لجنة لإدارة أموال جماعة الإخوان تنفيذا للحكم القضائي.
الجريدة الرسمية