رئيس التحرير
عصام كامل

بالأدلة المنطقية: فيديو "رصد".. فضيحة للإخوان وليس للسيسى!


هي بلا شك فضيحة كبري.. لكنها وبشكل مباشر جدا فضيحة لمن روج لها وتتبعها معتقدا لسوء فهم.. أو لانعدامه تقريبا، إنها تسىء للفريق السيسي.. والصدفة وحدها دفعتنا للكتابة في مقالين اليومين السابقين عن السيسي.. الأول عن محور الشر الذي يتربص به.. والثاني عن تأمين تحركاته.. وها هو الثالث.. والقصة طبعا يعلمها الجميع.. فيديو من عدة دقائق تبثه شبكة "رصد" الإخبارية يتحدث فيه السيسي مع جنوده وضباطه.. أحدهم يسأله عن الإعلام والتعامل معه.. والسيسي يرد.. الإخوان ينشرون الفيديو باعتباره فضيحة كبري للقائد العام.. وينشرونه علي أوسع نطاق بلغ آلاف المرات ومئات الألوف علي الشبكات الدولية..!!!


ولنا علي شكل الفيديو وسياقه العام بقليل من التدقيق الملاحظات التالية:
- من أعد الفيديو استبقاه ليوم 6 أكتوبر لتكون العكننة أكبر كما يظن.. وبعض الظن إثم!

- تأتي حملة الفيديوهات وسط بث الإخوان لفيديو آخر يتحدث عن موافقة ودعم وتأييد ومدح الفريق سعد الشاذلي لاغتيال الرئيس السادات.. وما في ذلك من إيماءات وإيحاءات لا تخطئها عين! فلا الإخوان يحبون الشاذلي ولا الإخوان أعلنوا مسئوليتهم عن قتل السادات ولكنهم ينشرونه لرسالة معينة محددة!

- فيديو حوار السيسي قديم.. ليس فقط للملابس الشتوية وإنما لأن الضابط السائل يقول في السؤال مستنكرا هجوم الإعلام علي الجيش: "الآن عدنا لثكناتنا.. ولا نعمل بالسياسة ولا حجة للإعلام"، وبالتالي لا يمكن بحال أن يكون اللقاء قد تم هذه الأيام.. والأهم: أنه لو كان اللقاء قد جري هذه الأيام لكان تضمن السؤال كلاما عن هجوم جماعة الإخوان علي الجيش أو تطرق السؤال لمزاعم انقسام الجيش أو تصاعد الحرب في سيناء أو ضغوط أمريكا أو أي شىء آخر له علاقة بالوقت الحالي.. وبالتالي لا مفر من أن الفيديو كان في عهد مرسي !!

- بالنقطة السابقة يمكن الاستدلال فورا عن مصدر الفيديو.. فربما كانت الرئاسة تحتفظ بنسخ من لقاء قائد الجيش بالضباط والجنود.. أو حتي وزارة الإعلام.. التي تم إصدار أمر ضبط وإحضار وزيرها السابق في يوم بث الفيديو..!! أو ربما كان نسخة عادية أذيعت من قبل ولا معني لإخفائها داخل دوائر الجيش.. لأنه ببساطة.. لا شىء فعلا بالفيديو المقصود يدين السيسي بأي طريقة.. واعتقادي أنه سيتم الحديث عن تفاصيل الفيديو من القوات المسلحة نفسها.. ولكن في الوقت الذي تحدده.. لأنها لا ولن تعمل بمنطق رد الفعل أبدا!

- القول بأن الفيديو مسرب يعطي إيحاءً خبيثا بوجود من سربه، وهو ما يعطي إيحاءً أخبث بوجود انقسام داخل الجيش.. لكننا رددنا علي ذلك في النقطة السابقة.. لكن الأهم علي الإطلاق أن الفيديو يزيد من التحام الجيش حول السيسي وليس العكس.. ليس فقط لأن هناك من يستهدف الجيش ليل نهار بما يدعو للتوحد.. ولكن أيضا لأن الفيديو يبرز سعي السيسي للحفاظ علي هيبة الجيش وهيبة ضباطه وجنوده!!

- ويأتي الزعم بأن الفيديو مسرب ليؤكد أن السيسي لا يتكلم وكاميرات الإعلام مسلطة عليه.. ولا صحفيون يراقبون كلماته ويسجلونها.. ومع ذلك يقول بالحرف "الخطوط الحمراء علي الجميع" ثم يقول إن "في القانون ما يكفي لردع أي أحد".. ثم يقول إن "في القانون الحالي ما يعاقب من يهين الجيش لكنهم لا يفعلون مواده ولا يستخدمونها".. ويقول "فكرة العودة إلي الوراء ومنع الإعلام مستحيلة" ويقول "نتعامل مع الإعلام حتي تكون لنا حصة منه نؤثر به كغيرنا" وهو ما يحسب له.. أما قوله عن المتحدث الرسمي ليس إلا دعابة ليس أكثر تؤكد أن هذا المنصب يجب أن يحظي بالقبول الشعبي.. وليس العكس.. لكن الأهم علي الإطلاق هو: لم نسمع من السيسي لفظا خارجا ولا إهانة لأحد ولا تهجما علي واحد ولا دعابة خارجة.. كل ذلك والرجل يتحدث في حوار داخلي يتم بلا رقابة كما قلنا!

- إعلان الإخوان أن الفيديو بداية سلسلة أخري يؤكد استمرارهم في مسلسل الغباء المحكم المستحكم الذي قلنا إننا سنكتب عنه وحده مقالا طويلا.. لأنه باختصار لو كان لديهم فيديو أخطر من ذلك.. لبدأوا به ونشروه علي الفور وجذبوا انتباه الجميع أكثر وأكثر.. لكنه وكما يقولون "هو بغباوته"، ونقول إن العينة بينة.. شفاهم الله وعافاهم!!!
الجريدة الرسمية