مصر والمعونات الخارجية
منذ عقود طويلة ومصر تعيش على المعونات الأجنبية التى تحول إلينا من الخارج كمساعدة لمصر لعدم القدرة على مواجهة ظروف الحياة ولعل هذه المساعدات هى التى أفقدتنا مكانتنا، فمن لا يملك قوته لا يملك قراره واستمرت المساعدات واستمر التراخى نحو إهمال العمل وتزامن هذا مع زيادة السكان مع ثبات الموارد مما أدى فى النهاية إلى انهيار مستوى معيشة الأسرة المصرية .
مع تزايد معدلات الفقر تسعى الأسر الفقيرة إلى زيادة النسل من أجل استغلال الأولاد فى العمل، إلا أنه مع الفقر وانعدام التعليم يزيد الطين بلة وتصبح الأسرة جميعها عالة على المجتمع وتقوم بتفريخ جيل فقير لا يعدو إلا أن يكون كغثاء السيل .
هل ستستمر المعونات الخارجية إلى أجل غير مسمى؟ هل المعونات هى التى جعلت مصر على الهامش؟ أم هى المسئولة عن عدم إظهار الحقيقة التى نؤجلها يوما بعد الآخر؟
لا أنسى أننى فى أحد المؤتمرات الخارجية حدثنى أحد الأجانب عن سوء الظروف المعيشية والتى يعانى منها واستطرد قائلا: إننى لا أريد أن أدفع ضريبة من دخلى تذهب إليكم وأنتم نائمون وأنا فى عملى ليل نهار!
لا يمكن التعبير عن مدى ضيقى وأنا أستمع إلى هذه الكلمات التى ساد بعدها فترة صمت فكرت أن أرد بما يتداول بيننا أن مصر دولة محورية وهناك مصالح للدول الأخرى والتى تساعدنا على أساس أننا نحقق لهم مصالحهم ووجدت نفسى كالمستغيث من الرمضاء بالنار وفضلت أن أتفق معه على الحقيقة أننا لن نقبل أن نعيش على حساب دافعى الضرائب من الدول التى تعطينا المعونات لنبقى فى نظر شعوبهم عالة عليهم وينتقص ذلك من قيمتنا جميعا .
لا بد من خطة تنموية حقيقية لملء فراغ الاستثمار والعمل على زيادة معدل النمو حتى يلاحق معدل الزيادة السكانية التى تلتهم كل تنمية لأنها تتزايد بمتوالية هندسية والتنمية تتزايد بمتوالية حسابية، والنتيجة هى انهيار مستوى المعيشة للشعب المصرى .
فلنبدأ الآن قبل أن نصل إلى نقطة يصعب فيها التعامل معها، ولنتعامل الآن مع تحديات الأمور ولنعيش من عرقنا ومن تعبنا وكدنا حتى لا يعايرنا الآخرون بأننا نعيش على عرقهم وتعبهم وكدهم .