الفريق.. وأحلام الرئاسة
من حق الفريق سامي عنان، رئيس أركان القوات المسلحة السابق أن يترشح للرئاسة كما يشاء، ومن حقه أن يروج لنفسه على أنه أفضل من ارتدي البدلة العسكرية، وأنه سيسقي المصريين لبنا وعسلا لو أصبح رئيسا لمصر، وأنه سيرفق بهم ويحنوا عليهم وأن المصريين قبله لم يروا قيادة عسكرية تستحق التقدير والاحترام، وأنه الشخصية النسب والأروع والأجمل والأمثل والأشيك والأجرأ وكل علامات التفضيل.
ولكن كل ما نطلبه من الفريق عنان أن يعطينا "أمارة" واحدة على أحقيته أن يكون الحصان الأسود فى الانتخابات الرئاسية، وأن يكون الأقرب لحكم مصر، وأن يشرح لنا نحن المصريين أصحاب القرار ما قدمه خلال حكم المجلس العسكري، وأن يبهرنا بالأعمال العظيمة التى قدمها للمصريين والتى ترجمت ثورتهم على أرض الواقع.
من الممكن أن يكون الفريق سامي عنان رجل مخلص ووطنى، ولديه رؤية على حل العقد فى مصر، ولكن البديهيات التى يعرفها الجميع أن القادة لا يقفون فى الصفوف الخلفية.. وعلى مدي 6 أشهر من عمر حكم المجلس العسكري لم يقدم لنا الفريق عنان، الذي كان يشغل منصب نائب رئيس المجلس العسكرى أى شهادة أنه يقف فى المواجهة وأنه يقف فى الصفوف الأمامية وأنه يستحق كرسي الحكم، فنحن لم نر منه سوي ابتسامة مصطنعة لا تعبر عن أى انطباعات.
جزء كبير من المصريين تقديرهم كبير جدا لأي شخصية عسكرية، وأنا واحد منهم، فنحن نعرف جيدا ما قدمه الجيش المصري للوطن ولدينا ثقة كاملة أن كل من يرتدي الزى العسكري لا يعرف لغة التردد فى دفع أى أذي عن الوطن، ولكن من المؤكد أنه بعد ثورة 30 يونيو وقرارات 3 يوليو أصبحت نسخة الفريق سامي عنان العسكرية مستهلكة وقديمة وباهتة ولا تعبر سوي عن مرحلة تاريخية كبدت المصريين الكثير من الدماء بعد تولي الإخوان الحكم، بغض الطرف عن أفعالهم أو مساعدتهم فى هذا، نحن لا نريد نسخة 2011 من الحكم العسكري وعدم إدراكها للأخطار التى نعيشها وتهديدات الإخوان للمصريين جميعا بحرق الوطن فى حالة عدم نجاح مرسي والتساهل في الرد عليهم بما يستحقون.
نحن لا نريد نسخة اليد المرتعشة، والتى كانت تتراجع إلى الخلف أكثر من التقدم للأمام، نحن لا نريد نسخة التعايش مع الأمر الواقع، المصريون جميعا يريدون نسخة 2013 من القيادة العسكرية التى اعتبرت أنه لا وجود لشرف العسكرية ومواطن مصري واحد يعيش مهددا فى أقصي قرية بالصعيد على يد جماعة إرهابية لا تريد الخير لمصر.
نحن نريد نسخة 2013 من القيادة العسكرية التى اختارت إرادة المصريين طريقا وحيدا لها ودافعت عنه من بطش جماعة إرهابية ولم تتركه وحيدا وسط تهديداتها يبحث عن من يدافع عنه.
الفريق عنان عليه أن يدرس قرار ترشحه للرئاسة جيدا، لأنه لن يجنى منه سوي بقدر ما قدمه للمصريين خلال فترة حكم المجلس العسكري، وهذا ما يستحقه، نحن نريد نسخة فى حجم وقامة وقيمة الفريق السيسي.
Essamrady77@yahoo.com