رئيس التحرير
عصام كامل

محمود عزب: الأزهر لا يتقن فن التعامل مع الإعلام

الدكتور محمود عزب
الدكتور محمود عزب مستشار شيخ الأزهر

أقيمت مساء أمس فعاليات الجلسة الخامسة من مؤتمر "ثقافة مصر في المواجهة" المقام في الفترة من 1 إلى 3 أكتوبر بالمجلس الأعلى للثقافة، وجاءت الجلسة بعنوان "دور الأزهر والكنيسة في تجديد الخطاب الديني".


وترأس الجلسة الدكتور طارق نعمان القائم بأعمال رئيس المجلس الأعلى للثقافة، وبحضور كل من الدكتور محمود عزب مستشار شيخ الأزهر لشئون الحوار، والقس الدكتور سامح موريس راعي كنيسة قصر الدوبارة، والكاتبة سلوى بكر، بالإضافة إلى نخبة من المثقفين.

وناقشت الجلسة مدى التدهور الذي آل إليه الخطاب الديني، ودوره في الوعي الثقافي للشعب بطائفتيه "مسلمين وأقباط"، واتفق الحضور على أن التدهور الذي أصاب القطاعات الثلاثة "التعليم – الإعلام – الثقافة"، هو انعكاس لتدهور المجتمع بأكمله على مدى ثلاثين عامًا مضت، مستنكرين محاولات فصل الخطاب الديني عن الخطاب السياسي أو الثقافي أو الأدبي.

ومن جانبه طالب الدكتور محمود عزب بضرورة التمييز بين الدين الذي يحمل الثوابت، وبين الفكر الديني الذي يختلف ويتغير بتغير الأزمنة والأشخاص والتأويلات.

وعن دور الأزهر في الفترة الماضية أشار عزب إلى أن الأزهر لا يتقن فن التعامل مع الإعلام ويفضل العمل في صمت، مع الاعتراف بأن البعض يتعامل مع الخطاب الديني بشكل منفصل، وكأنه جزيرة مستقلة، وهو أمر خاطئ ويجب الانتباه لدور الأزهر الشريف في تطوير الخطاب الديني الإسلامي في دور العبادة.

واتفق معه في الرأي القس سامح موريس، الذي شدد على أهمية دور الكنيسة في الفترة المنقضية، في التأكيد على روح المحبة والتسامح التي دعا إليها المسيح، مما يكون له أثر كبير في وأد الفتنة التي كادت أن تشتعل مجددًا في الأشهر الماضية.

واتفقت منصة الجلسة على المعايير التي تبنى على أساسها ثقافة الحوار، وأولها التأكيد على أن الآراء نسبية ولا أحد يمتلك الحقيقة المطلقة، وثانيها المعرفة بالذات والمعرفة بالآخر قبل الحوار، وثالث تلك المعايير الإحساس الصادق بضرورة التكامل بين الآراء المختلفة للوصول لرأي أقرب للحقيقة، إعمالًا بالمبدأ القائل: رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي الآخر خطأ يحتمل الصواب.
الجريدة الرسمية