رئيس التحرير
عصام كامل

رحلة حول العالم.. "كوكب اليابان الشقيق"

فيتو

بالرغم من سفرى المتكرر بصفة عملي كمضيفة على الخطوط الجوية المصرية لمعظم دول أوربا.. المعروفة بالدول المتقدمة، إلا أننى رايت أن اليابان هي الدولة العظمي حقا، فلم يكذب من سماها "كوكب اليابان".. حقا إنها لا تنتمى لكوكب الأرض عزيزي القارئ.
إنها كوكب مستقل له قوانين ولغه يحترمها جدا لأنه يعتز بها جدا – بالرغم من إجادته لبعض اللغات الأخرى - عكس الدول والشعوب التي تتحلى باستخدام بعض الكلمات الإنجليزية دليلا على أنها متقدمة. 

فهو يستخدمها على هاتفه الجوال والحاسب الآلي وألواح الوسائط المتعددة المعروفة بـ(التابلت) كل معلبات الأطعمة والكريمات والأدوية كلها باللغة اليابانية ولا لغة سواها، إذن يواجه المسافر إلى اليابان هذه المشكلة( اللغة)، لكن لكل شيء حل هناك.

بدأت أول أيام رحلتي في طوكيو - العاصمة اليابانية الرائعة - كنت أنتظر الأتوبيس الذاهب إلى وسط المدينة.. لكني ركبت المترو وإذن فهي أول صدمة لي، فهو أشبه بالمتاهة.. والذي لفت نظرى احترامهم الشديد لذوى الاحتياجات الخاصة بخلاف أن لهم أماكن مخصصة لا يقترب منها أحد، كما هو الحال بالفعل في المترو عندنا.

لا يوجد أي شارع صغير أو رصيف صغير إلا وكان به علامات تساعد ذوى الاحتياجات الخاصة.. لكني لم أر أحدا من ذوى الاحتياجات الخاصة، فعلمت بعد ذلك أن السبب في ذلك الاهتمام امرأة ضريرة سقطت تحت قضبان المترو لعدم وجود علامات تساعدها على السير... وكانت نقطة تحول في هذه الإمبراطورية، تخيل معي سيدي القارئ دم امرأة حول مصير ومسار إمبراطورية كاملة، كما هو الحال عندنا.

ثم توجهت إلى أشهر منطقة بطوكيو للمتاجر العالمية ( جينزا).. شيء لا يصدقه عقل أن مبنى مكون من 10 طوابق بالكامل عبارة عن مكتبة "من الإبرة إلى الصاروووخ"، كل الألوان والأحجام... أنت مجرد تتخيل وهم ينفذون ما تريد، كما رأيت مبنى خاصا بأشهر متجر للمجوهرات ( كارتييه) الفرنسى، ومبنى خاص لمنتجات (أبل ماكنتوش) وكل علامة تجارية سواء كانت ( شانيل، ديور ) لها هناك مبنى خاص لكل ماركة... 
لقد كنت في حلم.. الشراء هناك ليس يسير أبدا.. الشارع نظيف جدا بالرغم من الازدحام... الكل حريص على عدم إلقاء أي شيء.. لا أحد يراقب أحدا.. الغريب أننى رأيت لوحه مرسومة على الأرض ممنوع التدخين أثناء السير!!!.

وقفت أمام مول تجارى ذهبت لكى أرى ما به من متاجر صغيرة.. رأيت بها كافة الماركات العالمية والأسعار هناك ( ناااااااااااااااااااار ) أصيبت بصدمة أدت بى للدخول لكى أغسل وجهى في غرفة الراحة.. ورأيت الكارثة !!!.
أنه مرحاض يعمل بالكمبيوتر !!! وبه خاصية سماع موسيقى.. وال ( سيفون ) بالأشعة تحت الحمراء... هل هذا حقيقى ؟ أين أنا ؟

وبعد أن خرجت رأيت مرحاضا آخر إذ أنه العكس تماما.. أنه كان ( حمام بلدى ) !!!!! وعلمت أنه المرحاض التقليدى.. شعب يحترم ثقافته وعاداته والتراث.. ويسعى للارتقاء بها وليس دفنها تحت التراب.

وإلى هنا فحان وقت الغداء.. سمعت كثيرا عن السوشى لكننى لم أتذوقه وأعلم أنه من الأطباق اليابانية.. إذن فكان هدفى هو مطعم يقدم السوشى... وجدت مطعما يضع في لوحة العرض ( طاجن سمك أنواع مختلفة وأرز وبعض الكافيار ) عجبنى هذا الطبق بالرغم من أنه لم يكن مطهيا لكن أعجبنى وتخليت عن فكرة السوشى..

انتظرت 5 دقائق إلا وجاء الطاجن.. ونظرت بداخله.. لقيت أنه مازال نيا !! سألت النادلة ما هذا قالت لى أنه هكذا بابتسامة رقيقة.. لقد اخترت هذا الطاجن لأننى مصرية وأننى أعلم أنه سوف يدخل الفرن أو ما شابه ذلك ( كنت مستبعدة تماما أنه هيكون ني ) بدأت في تناول الأرز والسمك النيئ... ( بصراحة مكانش طعمه حلو وندمت أنى طلبت أكل هناك ).. ودفعت ثمن الطبق فقط لأن هناك لا يوجد ثمن الخدمة ولا حتى بقشيش.
 
المسافرون اليابانيون للسياحة يقولون لهم إن هذه البلدان يحاسبون على الخدمة ويأخذون بقشيش !!! ( كام سقفة للشعب اليابانى ؟ ).

وبالمناسبة قد قربت ليلة رأس السنة وزينت الشوارع الرئيسية بالزينة الجميلة.. وإذ فجأة رأيت ( مكروباص ) صغير ويقف عليه رجل يشاور للمارين بالشوارع.. أنه مرشح في مجلس الشعب هناك. 

فنزل وسط الجميع نوع من الدعاية له هذا ليس بغريب، أما الملفت فعلا هناك والذي لفت نظرى هو أن المواطنين المارين بالشارع لم يلتفوا حوله.. صحيح البعض كان يصوره ويشاورون من بعيد ويبتسمون.. والبعض الآخر يدير وجهه للناحية الأخرى.. أعتقد أنهم يعتقدون أنه من يشغل هذه المناصب يكون في خدمتهم بطريقة شرعية، دون تملق أو رشاوي، فهو حتى لم يصل لدرجة النجومية التي وصل إليها مرشحونا في سباقات مجلس الشعب أو سباقات الانتخابات الرئاسية.

أردت أن أعود إلى الفندق مرة أخرى لكنى نسيت أين مكان محطة الأتوبيس.. ذهبت لأقرب تاكسى.. وإذ بالباب يفتح !! دخلت !! قلت له اسم المحطة وكان يستخدم بعض الكلمات الإنجليزية وفهم ماذا أقول والحمد لله وصلت وإذ بالباب يفتح بذاته ولم ألمسه تماما !!! ثم خرجت وتوجهت للمحطة وبفضل الله وصلت إلى الفندق، لكني لن أنسى أبدا رحلة اليوم الواحد في طوكيو. 
وإلى اللقاء في يوم آخر.. في بلد آخر.. في مكان آخر :)
الجريدة الرسمية