رئيس التحرير
عصام كامل

إرهاب الإخوان يصل للسعودية.. خلايا الجماعة النائمة بالمملكة دبرت لاغتيال رئيس "هيئة المعروف" للاستيلاء على أموال التبرعات.. "السلفية السرورية" هجين إخوانى عنيف يجمع بين "الفكر القطبى والسلفية"

 الدكتور عبداللطيف
الدكتور عبداللطيف آل الشيخ

كشفت جماعة الإخوان المسلمين عن وجهها القبيح في ممارسة الإرهاب بعد أن سقط مشروعها السياسي في مصر، وعادت الجماعة لتصدر الفكر القطبى في المنطقة، في حملة عقاب جماعية تستهدف المنطقة من المحيط إلى الخليج، وبالرغم من أن المملكة العربية السعودية، لم تشهد محاولات إرهابية سوى على يد تنظيم القاعدة على مدى تاريخها، ونجحت الأجهزة الأمنية هناك في محاصرة الظاهرة والقضاء عليها، خاصة أن قيادات القاعدة لم تجد مبررًا لأفعاله الإجرامية، داخل دولة الإسلام الأولى.

وفيما يعد تطورًا للمشهد الإرهابي الذي تمارسه جماعة الإخوان من خلال أفرعها الموالية للتنظيم الدولى أو بمعنى أدق "خلاياها النائمة" داخل دول المنطقة العربية، كشفت صحيفة "الوطن" السعودية اليوم الأربعاء، أن تيارًا محسوبًا على جماعة الإخوان المسلمين داخل المملكة وهو تيار يعرف باسم" السلفية السرورية" ضالع في محاولة اغتيال رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ عبد اللطيف آل شيخ.
  
عند تسرب معلومات موثوقة، منذ أغسطس الماضي، عن عزم الجناح السروري لتيار الإخوان المسلمين، تصفية رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ، بعد عزله قياديين داخل الجهاز ينتمون للجماعة نفسها، تأكد لـ"الوطن" من مصادر مطلعة أن آل الشيخ تعرض فعليًا لمحاولة اغتيال، بواسطة سيارة استهدفت دهسه عقب خروجه من صلاة الفجر مؤخرًا.

وقالت المصادر إن القدر حال دون تنفيذ المخطط، وإنه لم يتعرض خلال تلك المحاولة لأي أذى، وطبقًا للمعلومات التي تحصلت عليها الصحيفة، فإن الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ستكشف خلال الفترة المقبلة عن تفاصيل الخطوات "الإصلاحية" التي أجرتها، منذ أن تولى عبد اللطيف آل الشيخ زمام الأمور فيها، مشيرة إلى أن عددًا من القياديين داخل رئاسة الأمر بالمعروف لم ترق لهم الإصلاحات التي نفذها الرئيس منذ توليه منصبه في صفر من العام الماضي، ومنها قراره الخاص بإيقاف عمل المتعاونين ومنع المطاردات رسميًا، وهما ملفان تقول المصادر إنهما كانا يُستغلان للتسلط على الناس والإساءة إلى الدولة، من قبل من وصفتهم المصادر نفسها بـ"الطابور الخامس" من المنتمين لجماعة الإخوان، كاشفة كذلك عن قيام هؤلاء بجمع تبرعات بعشرات الملايين لمصالح خاصة باسم الهيئة.

وتنتسب السلفية السرورية المتهمة بمحاولة اغتيال رئيس هيئة الأمر بالمعروف والمنكر، إلى "الإخواني" السوري المنشق محمد سرور بن نايف زين العابدين؛ كان سرور في البداية قريبًا من عصام العطار، قائد الجناح الإخواني السوري، الذي كان معروفًا آنذاك باسم "إخوان دمشق"، ثم تحول عنه إلى مروان حديد الذي استخدم العنف كوسيلة "مشروعة"- بنظره- لتحقيق أهدافه؛ وقد كان سرور حينها متأثرًا بأفكار القيادي الإخوانى "سيد قطب" مع عقيدة سلفية.

اتضح لمحمد سرور أن اهتمام الإخوان السياسي ينقصه توجه سلفي في المعتقد، وأن التوجه السلفي بحاجة لجرعة سياسية تنظيمية تمنحه حضورًا في المشهد السياسي.

يشار إلى أنه بعد التضييق على إخوان سوريا، قدم محمد سرور للسعودية عام 1965، وعمل مدرسًا في المعهد العلمي في بريدة، وقد مارس في ذلك المعهد مهمة التبشير لدعوته مستغلًا ممارسته لمهنة التعليم.

حين حط سرور رحاله ببريطانيا، واستقر فيها أسس "مركز دراسات السنة النبوية" وأطلق مجلة "السنة" التي لقيت رواجًا كبيرًا أثناء الغزو العراقي للكويت، وتضخم تنظيمه في الداخل السعودي وامتد إلى بعض دول الخليج والعالم العربي. 

وكان تيار محمد سرور قد أنشأ من قبل "المنتدى الإسلامي" بلندن عام 1986، وانتشرت أعماله ومشاريعه في أكثر من عشرين دولة، وخلال الغزو العراقي للكويت، أظهر سرور عداوة شرسة ضد النظام السعودي، كما أن عداءه للعلماء الرسميين كان ملحوظًا.
الجريدة الرسمية