رئيس التحرير
عصام كامل

أمريكا تتراجع!


اضطر الأمريكان لأن يبتلعوا غضبهم مما فعلناه في مصر يوم الثالث من يوليو، حينما قمنا بالإطاحة بحكم الإخوان، فقد وجد الأمريكان أننا مصرون ومتمسكون على المضي قدما في طريقنا، وأننا لن نتراجع ولن نوقف محاسبة الإخوان على ما ارتكبوه من جرائم خاصة جرائم العنف، ولن نسمح للإخوان أو غيرهم بإفساد خططنا للوصول إلى حكم ديمقراطي عصري واستقلال وطني.. ولذلك يكن أمام الأمريكان سوي أن يتراجعوا هم ويقبلون بواقع مصري جديد لا يستطيعون تغييره ولا يقدرون أيضا على عدم التعامل معه ومقاطعته.


لقد ظل الأمريكان طوال الأيام الأولي التي تلت يوم ٣ يوليو يحتفظون بشعرة معاوية مع الحكم المصري.. فالاتصالات التليفونية بين المسئولين المصريين والأمريكان لم تتوقف وقتها.. ورغم أن واشنطن جمدت المساعدات العسكرية لمصر إلا أنها استمرت في تقديم قطع الغيار اللازمة لأسلحتنا الأمريكية وإن كانوا أوقفوا مدنا بالأسلحة الجديدة ومستلزمات الإنتاج اللازمة لإنتاج بعض الأسلحة في بلدنا.

وفي داخل أمريكا، توجد مؤسستان انحازتا إلى الاحتفاظ بالعلاقات الأمريكية مع مصر والاعتراف بالأمر الواقع في مصر حاليا.. وهاتان المؤسستان هما المؤسسة العسكرية الأمريكية «البتاجون» وتليها وزارة الخارجية الأمريكية.. فالأولي تري أنها تربطها علاقات تاريخية بالمؤسسة العسكرية المصرية، وأن واشنطن استثمرت من خلال المساعدات العسكرية الكثير في هذه العلاقات ولا يجب إهدار كل ما أنفقته.. أما الخارجية فقد كان كيري أول مسئول أمريكي يعترف علنا بالواقع المصري الجديد وفي وقت مبكر وبينما كان الغضب الأمريكي من «عزل مرسي في ذروته وقد دفعت كل من الخارجية والبنتاجون الإدارة الأمريكية لهذا التراجع الذي يتوقع أن يكون أكثر وضوحا قريبًا.
الجريدة الرسمية