رئيس التحرير
عصام كامل

أحد أبطال حرب أكتوبر يروي معجزة "قس" السويس

المقاتل الشاعر محمد
المقاتل الشاعر محمد مصطفى زيدان

هبطت أشباح الليل، يرافقها هوس من ضجيج ثائر، فأحالت بينى وبين النوم، بينما دقات قلبى تزداد؛ هذه هي الحالة التي كان يعيشها المقاتل الشاعر محمد مصطفى زيدان في حرب أكتوبر 1973 ابن محافظة القليوبية عندما كان موجودًا بمدينة السويس وحدثت موقعة ثغرة الدفرسوار.

روى "زيدان" لـ"فيتـو" تفاصيل حصار المدينة الباسلة التي استخدم العدو ضدها كل الأسلحة المحرمة دوليًا على المدنيين حينما شاهد قطبان السكة الحديد ذاب في التراب بعد انصهاره من شدة الدمار الذي ألحقته الأسلحة المحرمة التي استخدمها العدو الصهيونى على المدينة، ويستكمل زيدان قائلا: تم حصار المدينة لقطع كل الأمدادات التموينية فلا ماء ولا طعام.
 
وأشار زيدان إلى أنهم كانوا يتشبثون بخيوط أوهى من خيوط العنكبوت لكن الأمل واليقين الذي كان يملأ الصدور لدى الجنود المصريون بأنهم منتصرون لا محالة رغم أنه لا ماء ولا طعام في المدينة بعد الحصار جعلهم يحفرون داخل المزارع والحدائق جنوب الأربعين في السويس لاستخراج الماء منها. 

ويضيف زيدان: أثناء حصار المدينة الباسلة تأكدنا أن زمن المعجزات لم ينته فحينما حفرنا لاستخراج الماء العذب منها، كنا نمني أنفسنا بأن الماء الذي سوف يملأ تلك الحفر سيكون عذبا ونقيا ولكن الحيلة باءت بالفشل حينما امتلأت الحفر بالماء المر والمالح، ولم يستطع أحد أن يشربه حتى أدركنا بأننا سوف نموت من العطش والجوع. 

ويستكمل زيدان أن المعجزة هذه المرة حدثت من خلال أحد القساوسة الذي كان يمر على الجنود المصريين بزيه الدينى وهو يحمل معه الخبز الكنسى وكان يوزعه على الجنود لا يفرق بين مسيحى ومسلم. 

وعندما علم القس المسيحى أن الماء العذب لا يوجد في المدينة أخذ بعض الجنود إلى أحد محال الأحذية وقال لهم احفروا هنا على مسافة قريبة وعندما حفرنا تدفق الماء العذب بغزارة من كل ناحية لتكون معجزة جديدة على يد أحد القساوسة الذي جعله الله سببا في إنقاذ الجنود من الهلاك بسبب العطش. 

وكان لهذا الماء العجب في كونه لا ينقطع أبدا مهما شربنا منه كما أنه لا يطفو فوق سطح الحفرة؛ وتحول المكان إلى مأوى الجنود في حصولهم على الماء العذب وحينها أدركنا كجنود أن زمن المعجزات لم ينته.
الجريدة الرسمية