رئيس التحرير
عصام كامل

"واشنطن بوست": روسيا تسعى لملء الفراغ الأمريكي في الشرق الأوسط.. زيارة فهمي لموسكو أحد المؤشرات.. إحياء الصداقات القديمة خطة بوتين لتحقيق الهدف

 الرئيس الروسي فلاديمير
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أنه عقب عقدين من انهيار الاتحاد السوفييتي الذي أدى لتمكين الولايات المتحدة من أن تصبح القوة المهيمنة في الشرق الأوسط، تسعى روسيا التي تعاود الظهور الآن من جديد بشتى الطرق لملء الفراغ الناتج من رحيل القوات الأمريكية من العراق والإطاحة بحلفاء لأمريكا في ثورات الربيع العربي.


وقالت الصحيفة –في سياق تقرير نشرته اليوم الثلاثاء على موقعها الإلكتروني– إن التحركات الدبلوماسية في الآونة الأخيرة التي جنبت سوريا ضربة أمريكية تؤكد إلى أي مدى ساعد دعم موسكو الثابت لحليفها العربي الأخير المتبقي في تأكيد دور روسيا.

وأضافت أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ظهر كزعيم دولي يتمتع بالنفوذ الأكبر في الحرب الدائرة في سوريا والتي تهدد استقرار المنطقة الأوسع، وفاز بتنازلات من الرئيسين السوري بشار الأسد والأمريكي باراك أوباما لضمان صدور قرار أممي يطالب سوريا بتسليم ترسانة أسلحتها الكيماوية.

وأوضحت أنه بصورة أقل وضوحا، تنمي روسيا تحالفات جديدة وتحيي صداقات قديمة حيث تتواصل مع دول لطالما اعتبرت في نطاق التأثير الأمريكي بطرق تعيد للأذهان الندية بين القوى الكبرى إبان الحرب الباردة.

وتابعت الصحيفة بالقول إن تلك الدول تشمل مصر والعراق، وهما دولتان عربيتان لهما ثقل تقليدي وتستكشفان علاقات أوثق مع موسكو في وقت أبدت فيه إدارة أوباما ترددا في أن تتورط بشكل عميق في اضطراب المنطقة.

ولفتت "واشنطن بوست" إلى أن أوباما أكد في كلمته أمام الأمم المتحدة الأسبوع الماضي أنه لا يعتبر الشرق الأوسط أو النزاع في سوريا ساحة للتنافس مع خصم قديم لواشنطن.

ونقلت عن محللين عرب فإن الأمر يظل محل شك بخصوص ما إذا كانت روسيا عازمة بشكل متساو على عدم التنافس مع الولايات المتحدة في المنطقة الحيوية بشكل إستراتيجي أو لا، موضحة أن التوترات بين حكام مصر الجدد المدعومين من الجيش وواشنطن أدت بقادة مصر إلى تشجيع الخطوات التي يبادر بها الروس.

وأشارت إلى أن وفدا سياحيا روسيا زار مصر من أجل استكشاف سبل توسيع زيارات الروس في وقت يبتعد فيه معظم الغربيين عن عمل ذلك، فضلا عن أن وزير الخارجية المصري نبيل فهمي، وهو سفير سابق لدى واشنطن، اختار موسكو لزيارته الأولى خارج المنطقة في منصبه الجديد.
الجريدة الرسمية