رئيس التحرير
عصام كامل

عودة أشتون !


للمرة الثالثة بعد عزل مرسي، تزورنا السيدة أشتون مسئولة الشئون الخارجية في الاتحاد الأروبي، زيارات أشتون لبلادنا ارتبطت بالمساومات السياسية دائمًا منذ أواخر عام ٢٠١٢، لذلك أنا أضع يدي على قلبي دائما كلما تزورنا هذه السيدة، فقد سعت في عهد مرسي للتوصل إلى مصالحة سياسية بين حكم الإخوان وبقية القوى السياسية المعارضة، وظلت تحاول حتى تمت الإطاحة بهذا الحكم.. وبعدها سعت أشتون مجدا لذات المصالحة بين الإخوان وهم خارج الحكم والحكم الجديد في مصر.


والمصالحة في مفهوم الأوربيين وأشتون بصفة خاصة تعنى ضرورة تقديم تنازلات من قبل الحكم الحالى المؤقت.. وأهم هذه التنازلات التي تراها ضرورية للتوصل إلى مصالحة سياسية مع الإخوان تتمثل في عدم محاكمة مرسي وقادة جماعة الإخوان والإفراج عنهم، وعدم اتخاذ أي إجراءات ضد جماعة الإخوان، فضلا عن مشاركة الإخوان في العملية السياسية.. أما المقابل الذي يتعين أن يقدمه الإخوان من تنازلات فهو يتمثل في التوقف عن الاحتجاجات السياسية والتظاهرات المصحوبة دائما بالعنف.

والسؤال المطروح الآن، كيف يمكن أن تتحقق هذه المصالحة السياسية التي تنشدها السيدة أشتون والحكم المصرى الحالى لا يملك تقديم هذه التنازلات المطلوبة منه، والإخوان من جانبهم يرفضون التوقف عن الاحتجاج العنيف.. فمرسي وقادة الإخوان بين يدى القضاء الآن، وهو الذي سوف يحدد مصيرهم لا الرئيس المؤقت ولا رئيس الحكومة ولا نائبه للشئون الاقتصادية صاحب المبادرة السياسية للتصالح، وذات الأمر ينطبق على مصير جماعة الإخوان التي صدر حكم مستعجل من القضاء بحظرها..

أما الإخوان فإن أكبر الحمائم لديهم الآن وهو د. عمرو دراج استبق وصول أشتون للقاهرة بتصريحات ينفي فيها قبول جماعته المحظورة قضائيا الآن ويوكد فيها عدم قبولها للواقع السياسي المصري الجديد.. لذلك على أشتون أن تحدد موعد زياراتها الرابعة ثم الخامسة للقاهرة، لأن زيارتها الحالية لن تحقق أهدافها.
الجريدة الرسمية