الأقباط دائمًا يدفعون الثمن
حياة الإنسان ما هى سوى سجل حافل بالأحداث، فيها الجيد والسيئ.. المحبط والمحفز.. وكل يوم ينطوى يشعر الإنسان بالراحة لأنه طوى صفحة من تاريخ حياته... وأكثر ما يسعد الإنسان أن يطوى اليوم على خبر سار أو حادثة مفرحة.
أقباط مصر.. الألم تاريخهم.. والموت والتجارب نصيبهم.. محنة تلو الأخرى، شعب عنيد قاسى الكسر مهما مرت عليه المحن والتجارب.. شعب عانى ويعانى وسيعانى... تاريخهم ألم وجل ما يؤثر في قلوبهم ويحزنها أن آلامهم مصدرها إخوة في الوطن.. والقائمون على الحكم.. فمهما تغيرت الأنظمة إلا أن نصيبهم هو الاضطهاد.
هل تتذكرون شيبوب المتهم رقم 22 في مذبحة الكشح الذي لفقت له تهمة قتل قبطيين !!! في ظلم فج لينجو شركاء الوطن المعتدين القتلة هذا الفلاح البسيط مات.. ضحى به النظام البوليسي الديكتاتورى المباركى ليحمل تبعات مذبحة الكشح التي تم فيها حرق وسلب بيوت الأقباط وحرق متاجرهم ومواشيهم.. وقتل 21 نفسا منهم ميسون غطاس الملاك الصغير والطاعن في السن الشهيد جابر سدراك ذو ال85 عاما والشاب وائل الضبع والرجل الذي ترك ثلاثة أطفال لوندى تادرس... والطفل فائز عطا في المرحلة الإعدادية.. كلهم شهداء وأخيرا أدين عم شيبوب ظلما في بلد ضاع فيه العدل.. وبطبيعة الحال شمل الأقباط ظلم النظام الفاسد الديكتاتورى.
أمضي عم شيبوب برضاء تام مدته في السجن ظلما وقبل انتهاء مدته بأسبوعين مات!! بل انتقل.. استشهد ليقف أمام العرش الإلهى شاهدا على الظلم والاضطهاد الفج.. وجرجس برومى هذا الشاب الذي ثبت من تقرير الطب الشرعى انعدام قدرته الجنسية وهو المتهم ظلما في قضية اغتصاب فتاة... حكم عليه بالسجن المشدد 17 عاما ظلما وهو الآن حبيس زنزانته ليقضى فترة العقوبة الظالمة!!.
كم ضحايا ازدراء الأديان من الأقباط فقط يبرهن للوهلة الأولى على أن هناك حزمة من القوانين مفصلة للتنكيل بأقباط مصر وأهمها قانون ازدراء الأديان، هذا القانون اللعين الذي طبق فقط على الأقباط ولم ينج منه الأطفال ذو التسع أو العشر سنوات والشاب ذو الخمسة عشر عاما والرجل الكبير بل الفتاة دميانة في الأقصر.. فعلى سبيل المثال وليس الحصر من ضحايا القانون سيئ السمعة من الأقباط:
كرم صابر خمس سنوات
جمال عبده مسعود 3 سنوات
بيشوى البحيرى 6 سنوات
صابر عياد 3 سنوات
الحدث القبطى بيشوى كيل ذات الخمسة عشر عاما 3 سنوات ومحاولة إلصاق تهم على أطفال مينا نادي فرج 9 سنوات ونبيل ناجى فرج 10 سنوات وحبسهم عدة أيام ومحاولة اتهام دميانة مدرسة الأقصر وآخرين...
بالطبع هناك العديد من الأقباط يقدمون قرابين في دولة الظلم والبهتان تارة بقانون ازدراء الأديان وأخرى بشهود زور....من الغريب رغم هذا الظلم الفج الذي يعانى منه الأقباط حينما قامت ثورة 25 يناير وثورة 26 يونيو و30 يوليو وخرجت جموع الشعب وحرقت ما يزيد على 85 كنيسة قبطية و970 منزلا و16 صيدلية ومدارس معاهد ومتاجر وسيارات الأقباط....
رغم الألم والجرح العميق صرح قداسة البابا تواضروس تصريحا تغنى الكل صحفيين إعلاميين عن الوطنية التي للأقباط.. وهلل الجميع فخرا وحبا بولاء أقباط مصر لبلدهم الأم... وعلى أرض الواقع الشىء المحزن والمؤسف...لم يتم البت في قضايا الأقباط المحكوم عليهم في قضايا ازدراء الأديان ظلما.. لم تعاد محاكمة جرجس برومى المحكوم عليه ظلما بسبعة عشر عاما سجن مشدد.... لم يعوض الأقباط الذين حرقت بيوتهم ومتاجرهم وصيدلايتهم وسياراتهم.....لم ولم...لم نر شيئًا على أرض الواقع وسعى العديد من الأقباط بفتح حسابات للتبرع لسد حاجات المعوزين من أهلهم وكأنهم ليسوا رعايا الدولة....وربما اهتموا بالكنائس للمنظر العام أمام العالم فقط أما على أرض الواقع فلا شىء جيد.
أخيرا، إلى كل من له ضمير في مصر من الساسة والقضاة من أولى الأمر أعيدوا محاكمة الأقباط المظلومين، مثل جرجس بارومى والمحكوم عليهم بالقانون العنصرى ازدراء الأديان.. عوضوا الأقباط الذين حرقت بيوتهم ومتاجرهم فهم رعايا مصر وليسوا رعايا دول أخرى.
إلى كل أخ مسلم مصرى تذكر أن الصامت عن الحق شيطان أخرس
إلى كل مسيحى مصري.. لا تضحى بأهلك لتنال مناصب فانية وتذكر كلمات رب المجد
" كل ما يفعل بهولاء الأصاغر فبى قد فعلت " طالب بحقوق أخوتك طالب بحريتهم.
أخيرا إلى روح كل شهداء المسيحية وإلى الشهيد الشاهد على الظلم عم شيبوب كلمات الكتاب المقدس "أن تكون سيرتكم بين الأمم حسنة لكي يكونوا فيما يفترون عليكم كفاعلي شر يمجدون الله في يوم الافتقاد من أجل أعمالكم الحسنة التي يلاحظونها" رسالة القديس بطرس الأولى 2: 12
Medhat00_klada@hotmail.com