رئيس التحرير
عصام كامل

اكفل "ناشط سياسى" ولك الجنة


مهنة الناشط السياسي تم استحداثها في مصر، حيث أصبحت مهنة لها راتب وجمعيات وحركات يتم من خلالها صرف رواتب ما لأشخاص ما نتيجة لأنشطة ما، وكل هذا نتيجة لتمويل خارجي قادم لتلك الجمعيات أو الحركات هدفه الإنفاق علي العاملين لأجل قضايا بعينها، والتمويل علي قدر تنفيذ المطلوب واستمراره مرتبط باستمرار تنفيذ الاتفاق ويتزايد باستمرار نتيجة للتوسع في الأهداف وكثرة العاملين.


قرأت عن الحركات والجمعيات الحقوقية التي لها قضايا وأهداف إنسانية أو سياسية بالعالم الغربي، ولفت نظري شىء يربطهم جميعا أن غالبية الأعضاء المشاركين يشاركون لفترات معينة لأوقات معينة في أيام معينة لأنهم مرتبطون بأعمالهم الخاصة والتي ينفقون منها علي أنفسهم وبالتالي علي أنشطتهم المختلفة ويشاركون في جمعيات حقوقية أو سياسية نتيجة رغبة في تنفيذ واجبهم تجاه الإنسانية أو تجاه وطنهم أو تجاه المجتمع، وبالتالي فلا يوجد منهم من يمتهن مهنة (ناشط سياسي أو حقوقي أو إنساني)، لأنها ليست مهنة يأتي من خلالها دخل أو ربح بل هي خدمة تقدم من الفرد حسب رغبته سواء للمجتمع أو للوطن أو للإنسانية وكلا بمفهومه.

في دولتي العزيزة مصر، هناك أشخاص امتهنوا السياسية والإنسانية أصبحت هي مصدر رزقهم وسبب شهرتهم وأساس دخلهم وسبيل عيشهم .

فكان أساس الثورة المصرية هو الفقر والبطالة والظلم المجتمعي ورفعت الثورة شعار "عيش حرية عدالة اجتماعية" كملخص لكل ما يعانيه الشعب المصري، نتج عن ذلك ظهور رءوس من الشباب في تجمعات أطلقوا عليها كل الأسماء وقرنوها بالثورة الملخص "أي حاجة والثورة" وبدأ تبلور هؤلاء الشباب في فرق محددة يمينة متطرفة أو يسارية متطرفة أو معتدلة تميل حسب الرغبة نتيجة للاتفاقات، واشتركوا جميعا في شىء واحد هو أن يكون مصدر دخلهم الأول والأخير "الحديث عن الثورة" سواء في مقالات أو لقاءات أو حركات أو جمعيات أو أحزاب .

وبالتالي كل يكسب أطرافا من الشعب المحروم من التعليم الجيد الذي يخلق عقلا نقديا وفكرا مجتمعيا متشعبا، فيميل الشعب تارة للإسلامجية حاشري الدين في كل أحاديثهم أو للنخبة المثقفة التي تدعي الدفاع عن الشعب المطحون أو للمدافعين عن الحريات وكل حسب مجال الإتاحة في الإعلام المقروأ والمسموع والمرأي، المهم أن غالبية من تصدروا مشهد الثورة من كل الأطياف بعد الثورة من النشطاء اتفقوا علي تسليم الشعب لليمين المتطرف، فقد كان الدفع سخيا .

وفي دعوتي تلك بكفل ممتهن العمل السياسي تحت مسمي ناشط، هي محاولة لوقف الخطر الذي ينتج عنه عليه وعلي المجتمع، فهو مثل اليتيم الذي لا يجد من يعوله وكان نتاجا لمجتمع لم يوفر له الحياة والوظيفة الكريمة ووجد في سب جيش بلده وتخوين أجهزته مصدرا للرزق ورأي أن الإرهابيين هم أفضل من يحكم وأخلص للشعب وللدولة !

وكانت كل مهمته تتلخص في التظاهر والتنديد باستثناء فترة حكم الإرهاب، وهو لا يدافع عن قضايا العيش والحرية والعدالة بل يدافع عن مصدر دخله المتمثل فى تصدير تلك الشعارات حتي يأتي للسلطة أحد الأطراف المتفق عليها مع الممول، هم يدافعون عن وظيفتهم .. وادعوا الجميع بمحاولة احتضانهم وجمع ما يمكن من أموال ومحاولة إفهامهم مرة أخري "معاني الوطنية والانتماء" وأن الشعب كفيل بالإنفاق عليهم واعتبارهم يتامي، وأن ما يفعلونه لو كتب له النجاح لقدر الله لانتهي بنهاية الدولة .

الحديث الشهير الذي نعرفه جميعا والذي ينص أن الرسول (ص) سيدخل الجنة رأسا برأس مع كافل اليتيم هو أكبر دليل علي أن احتضان طفل ليس له عائل أو مربي أو دخل والتكفل بتلبية كل احتياجاته وانتشاله من الضياع ومن مستقبل غامض يصبح من خلاله فاسدا وخطرا علي نفسه أو علي المجتمع، من أفضل الدلائل علي عظم العمل .
اكفل ناشط سياسي ولك الجنة. 
Ibra_reda Twitter
الجريدة الرسمية