"ليلة" و"حلم"
آمنا بك، ودافعنا عنك، كنا نواجه سيل من الاتهامات والهجوم عندما نعلن تأييدنا لك، تارة يتم تكفيرنا، وتارة أخرى نتهم بأننا نستخدم لتنفيذ مخطط خارجى لضرب استقرار الوطن، لكننا صمدنا امام كل هذا من أجل فكرتك التي اقتنعنا بها، كنا ومازلنا نراك فكرة لن تموت لا مجرد شخص.
كتبت عنك يوما وسميتك البطل الحقيقى لثورة 25 يناير ليس تفضلا منى إنما هي الحقيقة والواقع،فقد واجهت جبروت دولة الظلم والقهر في عز قوتها عندما كانت جماعة أول من تقلد مفاتيح الأمور بعد الثورة تلعق أحذيه مبارك وحزبه ونظامه، تحرك الشارع معك وآمن قطاع كبير بأفكارك التي نادت بالتغيير.
أكملت المعركة للنهاية لم تتقهر لحظة ولم تتراجع قيد أنملة، تحملت مسئولية العبور بالوطن إلى بر ثورة عظيمة حلم بها شبابه، ظللت في الميدان حتى سقط النظام، وبعد سقوط النظام رأينا في طريقك نحو مقر الرئاسة الأمل والحلم، ومشينا معك، وفى منتصف الطريق تركتنا، وأعلنت انسحابك من السباق، فتشتتنا وتبعثر الحلم بداخلنا، وقتها لم نكن نعلم كيف نتصرف هل نرجع من طريق بدأناه أم نذهب إلى الانضمام للتصويت لآخرين، كان الاختيار بعدك صعبا فكنت ومازلت بالنسبة لى ولكل من آمن بك فكرة لا يساويها غيرك، وبعد أن جمعنا شتات حلمنا بالكاد وذهب كل منا في حملته الجديدة ظللت بداخلنا الملهم والمعلم.
ذهبت أنا - في خطأ لا يغتفر- إلى حملة ابوالفتوح واسست معه بعد ذلك حزبه، ولكن لم يكن لى أي نشاط من أي نوع داخل الحزب بعد أن بدأت مواقفه المخزية تتكشف لى، فهو لم ينجح أن يكون معارضا قويا، ولا حتى اراح واستراح واصبح مؤيدا، ولا استطاع أن يخلق لنفسه منطقة وسطى يقنع بها من أيده يوما، فجمدت عضويتى داخل الحزب منذ مارس الماضى، الا أن موقفه المتلون من 30 يونيو كان بالنسبة لى القشة التي قصمت ظهر البعير، فبعد أن طالب مبكرا بإجراء انتخابات مبكرة دون قيد أو شرط عاد ليتلاعب بالكلمات وطالب مرسي قبل 30 يونيو بايام باستخدام المادة 150 من دستور 2012 ودعوة الشعب إلى الاستفتاء على إجراء انتخابات مبكرة، ثم عاد بعد خروج الملايين في 30 يونيو ليطالب مرسي بالاستقالة.
ومع هذا التلون قررت أن تواجدى مجرد التواجد في مكان يرأسه شخص يقبع في المنطقه الرمادية التي لا تناسب شخصيتى اصبح محالا، وقررت أن اسمى بعد اليوم لن يقترن بحزبه مجرد اقتران حتى وان لم يكن لى أي نشاط داخله، فاتخذت الإجراءات القانونية اللازمة لإلغاء عضويتى التأسيسية في السابع من يوليو، وها هو ابوالفتوح بعد أن حضر اجتماع الرئاسة مع القوى السياسية بعد عزل مرسي مما يعد ذلك اعترافا لا لبس فيه بما حدث في 3 يوليو عاد ليقول أن عزل مرسي كان انقلابا عسكريا، بالفعل منتهى الخجل انى كنت يوما من ناخبيه،وهنا أعلن اعتذارى عن كل صوت مر من طريقى اليه، اعتذر عن كل ثوانى وقفتها امام لجنة الاقتراع لاقناع الناس به.
وبعد أن تخبطت انا كل هذا بسبب انسحابك من سباق الرئاسة، في ليلة حلمت انى يوما قد اذهب إلى حزبك بعد أن اصبح ذلك متاحا بعد استقالتى من حزب مصر القوية، في تلك الليلة قررت انى سأصحح خطيئتى وسأذهب إلى المكان الذي كنت أراه مكانى من البداية، أراه مكانى لأنه على رأسه انت، وأنا أراك مفجر الثورة وقائدها وأحد أهم أضلاع موجتها العاتية في 30 يونيو، وكان لك دور كبير في إقناع العالم بأن ما حدث لم يكن انقلاب بأى حال، والأهم أن ذلك الحزب تقبع فيه عيون أحمد حرارة وهنا تكمن أهمية الحلم، ولكن في صباح تلك الليلة استيقظت على خبر فض اعتصام رابعة العدوية، وجاءت استقالتك من منصبك كنائب لرئيس الجمهورية في ذلك التوقيت الحرج لتؤجل ذلك الحلم قليلا بداخلى، رغم مكانتك عندى الا أن انتقادى لك ليس ببعيد عنى، فأنت لم تكن _ولن تكن_ بالنسبة لى كبديع بالنسبة لهم، فلست بمرشدى، فأنا لا أقدس أشخاص إنما اقدس وطن، قرار استقالتك بسبب احداث فض الاعتصام هو ملكك بمفردك، أما توقيته فكان ملك الوطن، وأخطأت خطأ فادح في التوقيت، هروبك من المسئولية في ذلك التوقيت جعل العالم الخارجى يستأسد على خارطة الطريق التي فرضتها إرادة الملايين في الشوارع، وإذا كانت استقالتك احساسا منك كمسئول بأن هناك دماء بريئة تمت إراقتها _ وقد حدث ذلك بالفعل_ لكن كان أولى بك الاستقالة من منصبك الدولى عندما ضربت أمريكا بتقريرك _الذى كان يقضى بأن التفتيش لم يسفر عن إثبات امتلاك العراق أسلحة نووية_ عرض الحائط وأصرت وقتها قوى الشر على إراقة دماء أطفال العراق.
لم تكن خائنًا يوما ولكن جانبك الصواب واخطأت خطا فادح، وأتيت اليوم ليتحدث مضمون كلماتك عن توافق وطنى وانت تعلم أنه تأكيدا لن يأتى إلا بمصالحة، فسامحك الله يا دكتور برادعى، فمع من تريد التوافق الوطنى؟؟ وعن أي مصالحة تتحدث؟؟ وبين من ومن ؟؟ هل بين من خرج سلميا يرفع علم بلاده ليطالب بانتخابات رئاسية مبكرة لا يعلم من سيأتى بعدها؟؟ وبين من خرج مسلحا يرفع علم غيرها ومن بين ما رفعه من أعلام كان علم القاعدة ليدافع عن شخص ومرشد وجماعة ؟؟ تتطالب بذلك رغم انك تعلم بأن هؤلاء تم دعوتهم للانخراط في خارطة الطريق إلا أنهم اختاروا طريق العنف منذ الثانى من يوليو، واعتدوا على كل اماكن التظاهرات التي بها اعداد ليست بالكبيرة، وكان من الممكن أن أموت أنا أو غيرى وبالفعل مات غيرى، وأكملوا طريق الإرهاب حتى نهايته بعد ذلك، فكيف يكون التوافق الوطنى والتصالح مع من رفع السلاح لترهيب الناس من أجل المحافظه على مرسيه؟؟! كيف التوافق الوطنى مع جماعة مصر عندها كغزة أو ماليزيا، دولة كغيرها في مجموعة يكون فيها مرشدهم هو الملك ! لن يستطيع أحد لي ذراع مصر وتهديدها إما الدماء وإما الوجود في قلب السلطة، فلا تصالح مع قتلة.