رئيس التحرير
عصام كامل

النوبة ودول حوض النيل


عندما شيد الزعيم جمال عبد الناصر، السد العالى، قام بتهجير بعض النوبين من أراضيهم ومنازلهم لبناء السد فنزحوا هولاء النوبين إلى القاهرة وعملوا بها وتزوجوا وكانوا يزرون أهاليهم وزويهم مرة كل عام ثم زادت فترات الزيارة إلى أكثر من عامين وذلك لأنهم تناسلوا وغلبهم ازدحام الحياة بالقاهرة وغرقوا فى مشاكلهم بها فكبر أولادهم ومنهم من عمل مهنة أبيه ومنهم من تعلم فى المدارس والجامعات ومن هنا ظهرت المشكلة فقد فقد أبناء النوبيين الأصليين هويتهم وضاعت لغتهم التى كان أباؤهم يتكلمون بها فى النوبة فأصبحوا لايستعملونها.

هذا ملخص لبعض ما يتضمنه الملف النوبى الذي تجمع النوبيين من كل مكان فى مصر لمناقشته فى الحوار المجتمعى مع لجنة الخمسين حتى يتضمن الدستور وضع النوبة وبناء مساكن لا يسكنها غير أهلها للحفاظ على الهوية واللغة وهذه المساكن على حد قولهم هى بديل للمساكن التى هجروا منها أبان بناء السد العالى ولم يعوضهم عبد الناصر بديلاً عنا.

من جهة أخرى وضع النوبيون أيديهم على نقاط خطيرة جداً منها أنهم أقدر على التفاهم مع دول حوض النيل وحل مشكلة سد النهضة وهذا لأنهم أقرب ثقافة ولغةً وشبهًا معهم وشددوا على أن يتضمن الدستور بأن مصر دول عربية أفريقية فى جزء لا يتجزأ من أفريقيا.

فقد اعتقدت خطأ أن مشاكل النوبة تتعلق بمشاكل خدمية يحتاجونها ولكنهم فاجأونى بمشاكل تتعلق بالأمن القومى المصرى ووضعها الاقتصادى بحل المشاكل السابقة الذكر وبالحفاظ على الهوية والثقافة واللغات النوبية.

فهم يجب أن يكونوا سفراء لنا بدول حوض النيل لتقوية الصلات بين مصر وبين تلك الدول .
فأنا فى طريقى لدارسة الملف النوبى بالتفصيل وسأكتب عنها وعن الحلول المنطقية المطروحة القابلة للتنفيذ.
رعى الله مصر جيشا وشعبا
الجريدة الرسمية