رئيس التحرير
عصام كامل

المسكن وأحد أسباب السعادة


إن أحد أسباب عدم السعادة اختيار المسكن ذي المساحات الواسعة دون اختيار الموقع والمطلات، فاختيار الغرف بشباك واحد مثلا يختلف عن غرفة ذات شباك و بلكونة تساعد فى إضاءة المسكن و التهوية، وهو ما يمنع الاكتئاب ويغنى عن استخدام التكييفات والإضاءة غير الطبيعية.

كل مستثمر يريد أن يكسب فيما يعمل، فلا مكسب فى المطلات والمساحات المحيطة بالمنازل، وإنما ما يترجم إلى أموال هى مساحات الأمتار المربعة التى تباع بها الشقق ولهذا يتم المفاضلة بين الناس على المساحة، دليلا على سعة المنزل، إلا أن تلك السعة لا قيمة لها إلا مع وجود التهوية الطبيعية والإضاءة الطبيعية أيضا.

إن الأثر النفسى على الأسرة لا يمكن توقعه، لأن حالات الاكتئاب دوامات لا يستطيع الفرد أن ينتشل منها نفسه بسهولة، فالضوء المشرق مع أول شروق لشمس الصباح لا يمكن أن يقدر بثمن، قديما قالوا البيت الذى تدخله الشمس لا يدخله الطبيب.

إذن، فلنبحث عن التأثير البيئى على أسرتنا أولا، ومراعاة ما يبعث على الطاقة الإيجابية والنشاط والحركة لا أن نعيش وسط مبان تبعث على الاكتئاب والملل.

أفضل واجهة هى البحرى الشرقى وهى التى تدخل الشمس فى مطلع الصباح، والبحرى لدخول الهواء الصحى والواجهة الغربية والقبلية لا تتساوى مع الواجهة البحرية والشرقية، لأن الشمس فى الواجهة القبلية تدخل متأخرة فلا يوجد فى الصباح نشاط، والقبلية لا يوجد بها هواء وعليها الشمس دائما طول النهار مما يزيد من درجة الحرارة ويرفع معدل ضغط الدم للأسرة وتكون عرضة إلى العيش وسط انفعال غير المبرر والذى لا ينظر الكثير من الأسر إلى العوامل المحيطة من الظروف البيئية، إلا إذا تم فرض استخدام التكييف أطول فترة ممكنة والإضاءة أيضا وهذا سيشكل عبئا كبيرا على دخلك من جهة وعلى الدولة من جهة أخرى التى لا تستطيع توفير الطاقة للمصانع من الأساس.

ألفت النظر إلى الجميع لذلك، عند تغيير مكان السكن قبل النظر إلى المساحات.. انظر إلى الاتجاهات و التهوية والإضاءة من أجل حياة جميلة وسعيدة بإذن الله.
الجريدة الرسمية