رئيس التحرير
عصام كامل

عنان.. والحسابات الغامضة


أتذكر أنه عندما كنت جنديا خادما لوطني في سلاح الدفاع الجوي بالقوات المسلحة المصرية، بأواخر التسعينيات، كان وقتها الفريق سامي عنان قائدا لسلاح الدفاع الجوي، وحضر إلينا في الكتيبة زيارة للتفتيش وكنا في حالة طوارئ قبل قدومه بــــــ 10 أيام على الأقل، حيث كان العمل داخل المنطقة العسكرية التي كنت أخدم فيها ليل نهار من أجل هذه الزيارة.. ومنذ هذا التاريخ وأنا أتذكر هيبة وقوة وخطورة هذه الشخصية.. ولكن هذه الهيبة تلاشت كثيرا خلال إجازتي العام الماضي في مصر، عندما أبلغني أحد الزملاء المحترمين الموثوق فيهم في جريدة "فيتو" بالكثير من التفاصيل والأوراق والمستندات الخطيرة التي يملكها ضد كثيرين من أعضاء المجلس العسكري وقتها والذي كان يقوم بإدارة شئون البلاد ومنهم وفي مقدمتهم الفريق سامي عنان..


وتمر الأيام وها أنا أعود بالذاكرة مع كل هذه الذكريات عندما فوجئت بالمذكرات التي قرر عنان البوح بها في وسائل الإعلام خلال هذه الأيام.. ولست أدري لماذا هذه الأيام تحديدا خاصة وأن القيادة العامة في القوات المسلحة أبلغت عن أسفها من نشر أسرار لعسكريين من الممكن أن تضر بالأمن القومي المصري.

أنا هنا لست مشغولا بما يقال من أسرار يرويها عنان لأنني على قناعة تامة بأن عنان وغيره من الذين ينشرون مذكراتهم من وقت إلى آخر، يحرصون على عدم نشر الحقيقة كاملة، بل ويتم التركيز بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على ما يريدون نشره في التوقيتات التي تخدم أهدافهم غير المعلنة، وأن القليلين الذين يفعلون عكس ذلك..

إذًا.. أجد عقلي أمام الكثير من التساؤلات في هذا الموضوع بعيدا عن الأسرار وتوقيت نشرها.. فهل الفريق سامي عنان جدير بأن يكون رئيسا لمصر كما هو يشتاق لذلك؟.. أعتقد لا وألف لا.. وهل عنان كان يجرؤ أن يتحدث بأي كلمة في عهد مرسي المعزول؟.. أعتقد لا وألف لا.. وهل عنان بالفعل كان يد أمريكا الخفية في تسهيل تسليم مصر إلى جماعة الإخوان؟.. أعتقد نعم وألف نعم.. وهل هذا الفريق مازال يتوهم بأن الشعب المصري إذا أراد أن يختار أحد العسكريين لقيادة البلاد في الفترة المقبلة فيكون هو الأنسب؟..

أعتقد أنه بالفعل يتوهم.. وهل فعلا لو قرر عنان خوض انتخابات الرئاسة ستستمر عملية غلق الملفات القديمة أم ستتم فتحها وبكل قوة وعنف وشراسة؟..

أعتقد أنه وقتها سيكون دخل المصيدة التي لم ولن ترحم أحدا إلا لو نجح في ترتيب كل الأوضاع خلال الفترة الأخيرة.. وهل كان الفريق عنان خائفا من شيء عندما اختفي عن الأنظار تماما بعد إقالته هو والمشير طنطاوي وفجأة تناول حبوب الشجاعة بعد رحيل مرسي؟.. أعتقد أنه بالفعل تناول حبوب الشجاعة.

إذًا.. ما هي النتيجة التي وصل إليها عقلي بعد كل هذه الذكريات والتساؤلات؟.. أعتقد أن النتيجة يا عم محمد تتلخص في عنوان المقال الأخير للأستاذ عصام كامل رئيس تحرير فيتو؛ والذي يقول: " يا عنان.. الزمْ دارك وابكِ على خطيئتك".. فعلا الزم دارك واستمر في اختبائك حتى لا..!!


Gebaly266@yahoo.com
الجريدة الرسمية