ارتاح يا ريس.. حقك رجع.. وحاجات كتير هقولهالك! ( 2)
كانت رؤية جمال عبد الناصر سببا في مراجعة الأمر كله.. كان الزعيم الكبير مبتهجا مبتسما معاتبا وهو يطلب مني ألا أصدق شيئا مما يقوله لي الإخوان في دروسهم.. إذن البحث والقراءة الحل الأمثل.. إننا ونحن في هذه السن لا نقرأ حتي للإخوان.. إنما سلمنا عقولنا وأذاننا لهم.. يحشونها بما يريدون.. وهذا في ذاته لا يليق ببني أدم كرمه ربه.. وخلقه علي سنة التخيير.. سنة الاختبار.. ثم الاختيار.. ليكون الحساب حقا.. والثواب حقا.. والعقاب حقا!
ومن ذلك اليوم، لم تمر ولله الحمد من تحت أيدينا كلمة عن الإخوان.. قرأنا "الماسونية" للمؤلف الإخواني محمود ثابت الشاذلي، وكان والدا لأحد أصدقائي وزملائي الأعزاء.. وقرأنا محمود عبد الحليم "الإخوان المسلمون.. أحداث صنعت التاريخ"، وقرأنا "فقه السيرة" بأجزائه للأستاذ سيد سابق وكان كتابا في الفقه وليس في السياسة.. ودخلنا في التقيل.. فقرأنا "مذابح الإخوان في سجون ناصر" لجابر رزق.. ثم "أيام من حياتي" لزينب الغزالي.. وقرأنا "النقط فوق الحروف" لأحمد عادل كمال.. ومذكرات صلاح شادي ومذكرات محمود الصباغ.. وقرأنا "البوابة السوداء" لأحمد رائف.. و"كنت وصيا علي العرش" لعبد المنعم عبد الرءوف..
و"الإخوان المسلمون" للفرنسي ريتشارد ميتشيل و"الإخوان المسلمون علي مذبح المناورة" لباحث شاب ألف هذا الكتاب الرائع ثم اختفي اسمه طارق المهدوي والده كان يساريا كبيرا واختفي أيضا.. وكان الكتاب قد قرره علينا الدكتور عبدالله هدية في منهج العلوم السياسية باعتباره أقرب إلي الاجتماع السياسي.. ثم قرأنا مذكرات علي عشماوي و"دعاة لا قضاة" للهضيبي ثم "عبد الناصر والإخوان المسلمين" لعبدالله إمام.. ثم "عبد الناصر المفتري عليه" لحسنين كروم..
ثم "عبد الناصر والحملة الظالمة" لمحمد عودة وعبدالله إمام والكتابين الأخيرين لهما علاقة بافتراءات وأكاذيب الإخوان علي الزعيم الكبير وغيرها غيرها من الكتب.. والخلاصة الأساسية: هذه الجماعة تحمل حقدا دفينا علي زعيم كبير أطاح بأحلامها.. والصراع بينهما سياسي وليس دينيا.. علي الحكم والسلطة وليس علي الشرع ولا الشريعة.. والخلاصة أيضا: ما قدمه عبد الناصر للإسلام وللعدل الإنساني عموما أضعاف أضعاف ما قدمته الجماعة المذكورة.. وبالأرقام التي لا تكذب ولا تتجمل ولا يمكن أن تكذب أو تتجمل الأرقام ..
والخلاصة أيضا: هذه الجماعة خاوية وفارغة ولا تحمل مشروعا حقيقيا لنهضة البلاد والعباد.. وأن كبارها يوظفون صغارها لأهدافهم.. وأن الكبار هم أصحاب العلاقات مع الخارج وأنهم وحدهم أصحاب الثروات ولذلك لا يمكن أن يكون العدل الاجتماعي في عقولهم أو منهجهم ولا من أهدافهم أصلا..
وأيضا: المساحة الاجتماعية والاقتصادية تجعل العلاقة بين الجماعة وأمريكا هي الأقرب والأكثر واقعية.. وأن الجماعة هي البديل الجاهز أمريكيا للحزب الوطني.. وتندرنا وقتها في قسم العلوم السياسية بجامعة أسيوط بأن الإخوان هم الوطني ولكن ملتحيا ليس أكثر.. فالأهداف واحدة.. والعلاقات الاجتماعية واحدة.. يؤمنون معا بحرية الاقتصاد والانغلاق السياسي.. يؤمنون برفع يد الدولة عن النشاط الاقتصادي.. ويؤمنون برفع يد الدولة عن تقديم الخدمات الأساسية من تعليم وعلاج وغيرها.. يؤمنون بالعلاقات الخاصة مع أمريكا.. وشروطها!
و... وللحديث بقية عن أكثر الجماعات السياسية في العالم تخلفا.. وجاهلية!