رئيس التحرير
عصام كامل

«جليد» العلاقات الأمريكية الإيرانية «يذوب».. اتصال تاريخي بين أوباما وروحاني لأول مرة منذ 30 عامًا.. «باراك» يسعى لـ«مجد تاريخي» قبل الرحيل.. «حسن» لم

الرئيس الأمريكي باراك
الرئيس الأمريكي باراك أوباما و نظيره الايراني حسن روحاني

إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما لدى عودته إلى واشنطن قادما من نيويورك عن الاتصال الهاتفي التاريخي الذي أجراه مع الرئيس الإيراني حسن روحاني هو محاولة للتخفيف من الضغوط التي يواجهها داخل البيت الأبيض بسبب معارضة الجمهوريين لتمرير الموازنة الجديدة مما قد يصيب الحكومة الأمريكية بالتعطل الكامل. 

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في عددها الصادر اليوم الأحد، أن الاتصال الهاتفي بالرئيس الإيراني يعيد إلى الأذهان التقليد الذي يتبعه الرؤساء الأمريكيون السابقون خلال فترة رئاستهم الثانية وهو اللجوء الى الشئون الخارجية على حساب السياسة الداخلية في محاولة لبناء مجد شخصي - حسب الصحيفة - ، فقد سبقه في ذلك الرئيس جورج دبليو بوش بغزوه العراق كما فعلها بيل كلينتون عندما سعى إلى تحقيق السلام في البلقان وحاول رونالد ريجان وضع نهاية للحرب الباردة. 

وقالت الصحيفة الأمريكية إن إعلان أوباما المفاجئ عن اتصاله بالرئيس الإيراني وهو الأول من نوعه بين رئيسي البلدين منذ أكثر من ثلاثة عقود وفر فرصة للرئيس الأمريكي لإثبات إحرازه تقدم في شأن دولي مهم. وكان أوباما قد صرح بان التوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي يمثل "خطوة رئيسية للأمام" و"يمكن أن يحقق سلاما واستقرارا أوسع في الشرق الأوسط" على حد قوله. 

ومن ناحية أخرى كشف مسئول كبير بالبيت الأبيض عن وجود رغبة لدى روحاني في مقابلة أوباما قبل مغادرته نيويورك إلا أن الرئيس الإيراني لم يكن على استعداد لمقابلة أوباما في مقر الأمم المتحدة.

وقال المسئول الأمريكي - الذي طلب عدم الكشف عن هويته - إن التصافح بين الرئيسين الذي كان على وشك الحدوث أوضح التحديات التي تواجه روحاني داخل إيران من جانب التيار المتشدد الرافض لإجراء أي تنازلات بشأن المسألة النووية. 

وتابعت الصحيفة، قائلة "إن الاتصال الهاتفي يعني عدم التقاط صور فوتوغرافية للرئيسين معا وهو الأمر الذي قد يثير حفيظة معارضي روحاني داخل طهران" - على حد قول المسئول الأمريكي. 

وبالرغم من ذلك أذاع الرئيس الإيراني خبر الاتصال الهاتفي الذي تلقاه في سيارته وهو في طريقه إلى مطار جون كنيدي بنيويورك عائدا إلى بلاده في تغريدة له عبر موقع تويتر، مشيرا إلى أن الرئيس أوباما قد حياه في نهاية الاتصال بالفارسية. 

وقالت الصحيفة "وبالفعل واجه روحاني لدى عودته إلى طهران بعض الاحتجاجات قام خلالها شاب بإلقاء حذائه تجاه سيارة الرئاسة وكان المحتجون يهتفون "الموت لأمريكا" و"الموت لإسرائيل." 

وفي واشنطن - حسب الصحيفة - على الرغم من أن المسئول بالبيت الأبيض صرح بأن الاتصال الهاتفي الذي استغرق 15 دقيقة كان "وديا" إلا أن مستشاري الرئيس أوباما أكدوا أن الشئون الداخلية ستظل على قمة جدول أعمال البيت الأبيض في الوقت الراهن.
الجريدة الرسمية