«هيكل»: عبد الناصر كان عاشقا للقراءة.. والسياسة منعته من استكمال روايته الأولى.. «عودة الروح» كلمة السر وراء القيام بـ ثورة يوليو 1952.. والحكيم: «ناصر» مخلص الأمة والبط
في ثلاثينيات القرن الماضي خرج علينا الكاتب الكبير توفيق الحكيم بروايته "عودة الروح" وكان الغرض منها حث الشعب المصرى على النهوض والتحرر ومحاربة الاستعمار والبحث عن بطل وقائد للأمة لبعث الروح في جسدها من جديد، مما كان له أثر واضح في التخطيط لثورة يوليو 1923 وفقا لاعترافات عبدالناصر في مذكراته التي جاء بها أنه كان يعشق القراءة بشكل مبالغ فيه خاصة المسرحيات الغربية والروايات.
وقال "عبدالناصر": إنه قرأ رواية "عودة الروح" لتوفيق الحكيم وأنها كانت دافعا له للقيام بالثورة مع زملائه من الضباط الأحرار.
وقال الكاتب محمد حسنين هيكل: إن عبد الناصر كان يعشق القراءة وأنه كان بصدد كتابة رواية، لكن مشاغله السياسية منعته من استكمالها.
وبعد ثورة يوليو وظهور البطل المنتظر منح جمال عبد الناصر "الحكيم" قلادة الجمهورية وأيد "الحكيم" الثورة وقائدها.
أما عن سر عشق الرئيس الراحل جمال عبدالناصر للإبداع بمختلف أشكاله وأنواعه وكيف كان للتربية الناصرية إخراج كل هذه الطاقات الإبداعية دفعة واحدة، تكون الكلمة للعهد الناصري الذي تميز بالانتصارات والإنجازات التي باركها إيمان الشعب بشخص الرئيس.
وكان يقدر الفن وأحدث نهضة ثقافية في عهده وكان مدركا لدور الفن في حياة الشعب المصرى خاصة بعد قراراته الشعبية وتأميمه لقناة السويس الذي أعطى للشعب المصرى ثقة في هذا الزعيم لحظة تأميم قناة السويس، فتلك اللحظة كانت فارقة في حياة الجميع وتقف خلف عشق الشعب له وعلي رأسهم المبدعون والفنانون الذين قدموا لعبدالناصر هتافات صادقة وحبا لا آخر له وبكاء مسببا حين رحل عن الوطن، ولأن الكلمة والموسيقي أقرب أنواع الإبداع للمصريين، خرج كلام الأغاني بصدق جعلها تردد حتي الآن على الساحة الفنية.
لذا كان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر يحتفظ بعلاقة طيبة تجمعه والنخبة الأدبية والفنية في مصر وقتها، فالعصر الذي جمع موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش وأم كلثوم، تناغم وأدب نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم والدكتور طه حسين، وصاحب الظل الخفيف المعلق الرياضي لطيف أظرف ظرفاء جيله.
إضافة للكلمة عند عبدالرحمن الأبنودي وصلاح جاهين، وأصحاب الأصوات السماوية الشيخ محمود خليل الحصري، ومحمد صديق المنشاوي، وعبد الباسط عبد الصمد، فهذا عصر عبد الناصر وتلك هي الحقبة الناصرية.
فكان زعيما لم يكن الأكثر ولعا بالفن إلا أن الفنانين ما زالو مولعين به وصناع الفن في مصر والوطن العربى يتسابقون على تخليد اسم ناصر في أعمالهم سواء في السينما أو التليفزيون أو الغناء الذي امتزجت كلماته بإنجازات عبدالناصر وعصره، لدرجة جعلت الكثير من النجوم يتنافسون على تجسيد شخصيته بالرغم من خروج عشرات الأعمال التي جسدت حياته.
أعمال كثيرة ووجهات نظر مختلفة نقلتها أعمال حملت اسمه وأسرارا يكشفها صناعها بالرغم من مرور سنوات عديدة على رحيل الرئيس جمال عبدالناصر، إلا أنه ما زال يحافظ على مكانته في قلوب المصريين وما زال يحتفظ بلقب الزعيم.