رئيس التحرير
عصام كامل

الفريق عنان.. الزم دارك وابك على خطيئتك


الفريق سامي عنان، واحد من الشخصيات العسكرية التي لها تاريخ مشرف في معاركنا مع العدو التقليدى لنا، ويقال من زملائه إنه كان كفاءة نادرة غير أن لعبة السياسة ربما تكون قد أضرت به أكثر من أي دور أداه من قبل، وإذا كان الدور السياسي قد فرض عليه فرضا فإن الواقع يشير إلى أن سيادته كان فاشلا بامتياز في إدارة فترة انتقالية كانت نتيجتها الطبيعية تسليم البلاد إلى تيار باع كل شىء بما في ذلك الأرض التي كان عنان ورفاقه يحملون أرواحهم فوق أعناقهم للدفاع عنها.


الواقع أيضا يشير إلى أن سيادته قد ألقي بأكثر من حجر في بحيرة من المياه الراكدة لجس نبض الشارع والقوي السياسية إن كان مقبولا أن يخوض غمار معركة الرئاسة القادمة من عدمه.. ربما حاول منذ البداية أن يسجل هدفا من أقصر الطرق عندما التقي شباب الثوار وربما أراد أن يقول ما هو أبعد من ذلك بتوجهه إلى كتلة تصويتية لا يستهان بها عندما زار قبائل مطروح وممثلين عن قبائل أخرى.. يبقي كل ذلك داخل مرحلة جس النبض.

النتيجة التي واجهها "عنان" دفعته لأن ينفى فكرة الترشح بعدما رأى وجها آخر في الشارع السياسي يعلن بوضوح أنه غير قابل للفكرة من أساسها.. نفي "عنان" ليس نهاية المطاف ودخوله المعركة سيفتح عليه نارا لا يتصور هو نفسه قدرة لهيبها في النيل من تاريخه باختزاله في الفترة الانتقالية.. "إلزم دارك وابك على خطيئتك"، ذلك هو الشعار الذي يجب أن يلتزم به الفريق سامي عنان ليس من باب أن الرجل صاحب خطايا وإنما من باب أن المرحلة التي نحياها تهضم الرجال وتكشف ما لا يمكن تصور احتماله.

الفريق "عنان" لا يمتلك حنكة سياسية، الأمر الذي ورطه في اعتراف نظنه كفيل بإسقاطه قبل خوض المعركة.. قال الفريق عنان بسذاجة يحسد عليها نفترضها حسن نية: "لقد وقفنا مع مرسي إلا أنه انحاز لجماعته".. السؤال الذي يطرح نفسه عقب الاعتراف المثير.. على من تعود "نا" الفاعلين ؟ ومن هم الذين وقفوا مع مرسي ؟.. أتصور أنه من حق أي مواطن مصري أن يعلن على الناس أنه وقف مع مرسي إلا أن اعتراف عنان بذلك يعد فضيحة مدوية، حيث كان الرجل صاحب سلطة وصاحب قرار وجزءً من المطبخ التنفيذى والسياسي عندما خاض مرسي المعركة الانتخابية، وهذا يعني ببساطة أن عنان ورفاقه غلبوا كفة مرسي على غيره وفي هذا تورط.. الفارق بين التورط والدعم كبير.. من حق المواطن العادى أن يدعم من يشاء، أما تورط عنان في دعم مرسي فإنه يعنى انحياز سلطة كانت تحكم لصالح فريق بعينه.

اعتراف "عنان" يؤكد وجهة النظر الشعبية التي تقول إن عنان وطنطاوي قد سلما البلاد لجماعة الإخوان.. ليس هذا فحسب وإنما فعلا ذلك عن وعى وإيمانا منهم بأنه الفريق الأكثر وطنية، وهذا يعني أن الفريق والمشير اعتمدا على معلومات غير دقيقة أو أنهما فعلا ذلك تحت تهديد الجماعة، كما يردد بعض السذج، وفي الحالتين يكون الفريق والمشير قد ارتكبا خطيئة كبرى وهذا يعني أيضا أنه يصبح لزاما على الفريق عنان حفاظا على تاريخه المشرف أن يلزم داره ويبكى على خطيئته.

شخصيا لا أشكك في وطنية الفريق ولا أزايد على إخلاص المشير، فكلاهما لديه قائمة من الأعمال الوطنية وكلاهما ينتمي إلى ذات المؤسسة التي حمت البلاد والعباد من شر مستطير، ولكن العقل والمنطق يقولان إنه من الأفضل أن يظل الفريق في مساحة الظل السياسي وإلا سيجد نفسه في مواجهة للأسف الشديد تستخدم فيها كل الوسائل الشرعية وغير الشرعية.. حفاظا على ما قدمته ننصحك بما نراه في صالحك  .
الجريدة الرسمية