الإسلام بين ظلم السلفيين وظلام حزب النور !
صعدت روحه الشريفة عليه الصلاة والسلام إلي ربها دون جمع القرآن وجمعوه بعده.. وصعدت روحه الشريفة عليه الصلاة والسلام دون وضع القرآن بين دفتي كتاب أسموه المصحف.. ووضعوه بعده.. وصعدت روحه الشريفة دون أن يترك نظاما لاختيار الحاكم.. وقرروا بعده الأمر كله بل وأبدعوا في الاختيار وفق ظروفهم وشروطهم.. فالصديق يختار واحدا هو عمر، وعمر يختار عدة أسماء من الصحابة يختاروا منها واحدا وأقروا البيعة بعد عثمان وهكذا.. وصعدت روحه الشريفة إلي ربها دون أن يختار لقبا لحاكم المسلمين وأسموه بعده "خليفة".. وترك رسول الله عليه الصلاة والسلام أمته ولم يقل لهم امنعوا نصيب المؤلفة قلوبهم .. لكن الفاروق عمر منعه وأقره كبار الصحابة علي اجتهاده، فقد صار الإسلام قويا وأعزه الله بالنصر وراء النصر رغم وجود النص والأمر القرآني به.. ولكن لا حاجة لتأليف قلوب أحد.. وترك الرسول أمته ولم يقل لهم لا تقطعوا يد السارق إن أصابتكم المجاعة.. وإنما فعلها عمر بعد أن أدرك روح الآية وحكمة النص القرآني.. وترك الرسول أمته ولم ينقل لهم نظام الدواوين من العجم والفرنجة واهل ديار الأجانب.. وإنما نقلها عمر وأسس لدولة حديثة.. وترك الرسول أمته ولم يجمع كتاب الله تعالي علي قراءة واحدة هي لهجة قريش.. وإنما جمعهم عثمان رضي الله عنه .. وتركهم دون أن يأمرهم بتأسيس أسطول بحري.. إنما أمر به عثمان أيضا لحاجة الجيوش إليه.. وتركهم دون أن يأمرهم بـ"صك" النقود.. لكن فعلها عبد الملك بن مروان لحاجة الأمة إلي ذلك.. وتركهم دون أن يأمرهم بتوسعة المسجد الحرام ليستوعب ما شاء الله له أن يستوعب من عباد الله زوار بيت الله الحرام.. لكن فعله كل خلفاء وحكام المسلمين عبر الزمان كله..!
وهكذا.. بين أصول الإسلام وبين تاريخه.. اجتهد أهل العقل والفهم الصحيح من أولي الألباب الذين فهموا أمر ربهم العظيم إليهم أن "يتدبروا ".. فتدبروا.. ولكن يأبي بعض أهل السلفية أن يفعلوا مثلهم أو يسيروا علي هديهم.. وما زالوا يقولون ليس في الإسلام سلاما جمهوريا ولا تحية للعلم ولا دقيقة للحداد!!!
"هلك المتنطعون".. هكذا تنبأ لهم نبي الإسلام ورسوله عليه الصلاة والسلام..